دعوات دولية لوقف فوري لإطلاق النار في السودان

أصدر ممثلو الاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بيانًا مشتركًا عقب اجتماع وزاري موسّع عُقد في نيويورك، بمشاركة منظمات ودول إقليمية ودولية، بحثوا خلاله تطورات الأزمة السودانية وسبل تنسيق الجهود لخفض التصعيد وحماية المدنيين.

وجاء في البيان الذي صدر عن الرؤساء المشاركين في الاجتماع: «استنادًا إلى مؤتمري السودان في باريس (15 أبريل 2024) ولندن (15 أبريل 2025)، نحث أطراف النزاع على استئناف المفاوضات المباشرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ونحن مستعدون لاتخاذ مزيد من الإجراءات لدعم التوصل إليه وتنفيذه».

ووصف البيان الوضع في السودان بأنه «أخطر أزمة إنسانية وأزمة نزوح في العالم»، مشيرًا إلى أن أكثر من ثلثي السكان، أي نحو 30 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدات، وأن 24 مليونًا منهم يعانون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وسط تدهور مستمر في الوضع الإنساني، لاسيما بالنسبة للنساء والأطفال.

وأكد المشاركون دعمهم للاتفاق الخاص بحماية البنية التحتية الحيوية، الذي تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الأوروبي، مطالبين أطراف النزاع باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين. كما رحّبوا بالبيان الصادر عن المجموعة الرباعية في 12 سبتمبر/أيلول، وأعربوا عن دعمهم لجهود الاتحاد الإفريقي ومنظمة «الإيغاد» لتوحيد الجهود الدولية الهادفة لدفع الأطراف السودانية نحو وقف إطلاق النار واستئناف الحوار السياسي.

وأدان البيان بشدة «التدخل العسكري الأجنبي»، سواء من أطراف حكومية أو غير حكومية، مطالبًا بوقف تزويد أطراف النزاع بالسلاح أو الدعم المالي، والالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1556 (2004).

كما جدد البيان التأكيد على «التمسك بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه»، مع رفض قاطع لإنشاء هياكل حكم موازية، أو اتخاذ أي خطوات تهدد تطلعات الشعب السوداني الديمقراطية، مشددًا على أن تقرير مصير السودان السياسي يجب أن يتم عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة يقودها السودانيون أنفسهم.

ودان المشاركون «الانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان من قِبل أطراف النزاع، داعين إلى احترام إعلان جدة، وإلى هدنة إنسانية في مدينة الفاشر، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024).

كما رحب البيان بتمديد فتح معبر «أدري» الحدودي حتى ديسمبر 2025، مطالبًا بتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق عبر جميع الممرات الحدودية والداخلية، والسماح بوجود دولي دائم للمنظمات الأممية والإنسانية في جميع مناطق دارفور وكردفان.

واختتم البيان بالتعهد بمواصلة الدعم المالي والدبلوماسي استجابةً للأزمة، مشيدًا بالدول المضيفة للاجئين وبالجهود التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني، بمن فيهم المستجيبون المحليون.

قلق أممي

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم 21 سبتمبر / أيلول عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية.
وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، في بيان، إن المدنيين ما زالوا يتحملون العبء الأكبر من الصراع المدمر الدائر في البلاد.

وجاء البيان بعد يوم واحد من مقتل 70 شخصا على الأقل في هجوم استهدف مسجدا بالمدينة المحاصرة، التي تعد عاصمة الولاية الأخيرة التي  ما زالت تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية.