نقلت صحيفة فاينانشال تايمز أمس الخميس عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يسعى لتولي دور بارز في إدارة شؤون غزة بعد الحرب بموجب خطة سلام تعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تطويرها.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقرير على الفور.
وأضافت الصحيفة أن اسم بلير طُرح لرئاسة مجلس إشرافي يحمل اسم «السلطة الانتقالية الدولية لغزة».
وشارك بلير في اجتماع عُقد أواخر أغسطس/ آب برئاسة ترمب لمناقشة حرب إسرائيل في غزة وخطط ما بعد الحرب للمنطقة.
وذكرت الصحيفة في يوليو/ تموز أن معهد توني بلير شارك في مشروع لوضع خطة لما بعد الحرب في غزة.
وأكد المعهد أن أيا من محادثاته مع مختلف الجهات بشأن إعادة إعمار غزة بعد الحرب لم تتضمن فكرة الترحيل القسري للسكان من المنطقة.
استياء على مواقع التواصل
وأثار طرح اسم بلير للقيام بدور في قطاع غزة حالة من الاستياء في الشارع العربي لارتباط اسمه بالغزو الأميركي للعراق عام 2003 .
وكتب مغرد يدعى نظام المهداوي قائلا « إن صحّ ما نشرته هآرتس، فإن أميركا تُعِدّ لمسرحية جديدة، عنوانها تنصيب توني بلير رئيسًا لحكومة في غزة. ملايين العرب يحملون له ثأرًا مفتوحًا؛ فهو الصهيوني المتجذّر الذي دمّر العراق، وغرس الخطط الشيطانية التي استهدفت الأمة، فكانت بصماته في كل نكبة وحرب ومؤامرة.غزة ليست بغداد، وليست لندن. غزة أرض المرابطين، ومهد الصامدين، فيها خيرة من أنجبتهم الأمة، تجارتهم مع الله، ولا يخشون دولة عظمى ولا صغرى. وإن دخل بلير غزة، فمقاومتها في انتظاره، ولن يخرج منها إلا محمولًا في تابوت».
وكتب مغرد آخر يدعى محمد عباس على موقع تويتر « حتى لو حدث المستحيل ووثقت في ابليس فإنني لن أثق في توني بلير، علما بأن جميع من يتعاونون معه شياطين مثله وربما أسوأ. كذلك لا أثق في ترامب على الاطلاق،إنه خلاصة ما تخمر في أحشاء الغرب ومعيّه منذ أكثر من ألف عام وأكثر لن يأتينا منه الا الشر فاحذروا».
محادثات بشأن غزة
وبينما يجتمع قادة دول العالم في الأمم المتحدة بنيويورك، جددت الولايات المتحدة جهودها لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل منذ قرابة العامين على قطاع غزة ، وذلك من خلال تقديم خطة سلام للشرق الأوسط من 21 نقطة.
ووفقا للمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف فقد جرى عرض الخطة على قادة ومسؤولين من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان يوم الثلاثاء.
وقال ترمب، الذي لا يزال الحليف الأقوى لإسرائيل على الساحة الدولية، إنه تحدث مع ممثلين من دول من الشرق الأوسط ونتنياهو يوم الخميس، وإن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة قد يكون قريبا.
وأضاف «نريد استعادة المحتجزين، نريد استعادة الجثث، ونريد أن يسود السلام في تلك المنطقة. لذلك أجرينا محادثات جيدة للغاية».
وتتعرض إسرائيل لتنديد عالمي بسبب حربها في غزة التي لا تزال تستعر دون أن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار يلوح في الأفق. ووفقا للسلطات الصحية المحلية فقد أودى الصراع بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني وتسبب في دمار واسع.
ويقول مرصد عالمي للجوع إن القطاع يعاني من مجاعة.
وعلى الأرض، تقدمت القوات الإسرائيلية بشكل أكبر داخل مدينة غزة يوم الخميس، وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 54 شخصا على الأقل في أنحاء القطاع، وفقا للسلطات الصحية المحلية.
وتتواصل الجهود الدولية كذلك من أجل إرسال المساعدات لدعم المدنيين في ظل تزايد عزلة إسرائيل.
ونشرت إيطاليا وإسبانيا يوم الخميس سفنا تابعة للبحرية لمساعدة أسطول مساعدات دولي تعرض لهجوم بطائرات مسيرة أثناء محاولته إيصال مساعدات إلى غزة. ويتألف أسطول الصمود العالمي من نحو 50 قاربا مدنيا، ويسعى لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع.