يديعوت: الجيش يتحرك ببطء في غزة ومواجهات شبه يومية مع المسلحين

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأحد، إن الجيش الإسرائيلي بعد أسبوعين من بدء عملية «عربات غدعون 2» يتحرك ببطء في مدينة غزة نحو ما أسمته «معاقل حماس».

ولفتت إلى أنه خلال يوم أمس تعرض جنود دورية غولاني لكمين بالقرب من نفق في مدينة غزة، وبعد ذلك بوقت قصير لاحظوا مجموعة من مسلحي حماس يخرجون من النفق باتجاههم لخوض قتال وجهًا لوجه قبل أن تستهدفهم الطائرات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرك أن «حماس تركز جهودها بشكل متزايد على إنجاز قد ينهي الحرب لصالحها، من مواجهة عنيف وإلحاق إصابات بالجنود واحتجاز جندي، حيًا أو ميتًا».

وتابعت أنه من أجل هذا فإن الجيش يتقدم ببطء، وبأوامر من رئيس الأركان، إيال زامير، الذي يُوافق شخصيًا يوميًا على جميع تحركات فرق القتال التابعة للألوية.

وخلافًا للعملية التي بدأت قبل عام وعشرة أشهر، لا تشهد هذه المرة اندفاعًا للقوات نحو مراكز ثقل حماس، بل تتحرك القوات الإسرائيلية ببطء هذه الأيام بين خطوط مُنظّمة، مع قصف كثيف من سلاح الجو والمدفعية قبل أي تقدم.

ولفتت الصحيفة إلى أن سلاح الجو، سواء المقاتلات أو المسيرات، نفذ أكثر من 200 هجوم مماثل، بالقرب من الجنود، خلال الأسبوعين الماضيين.

وتابعت أن الجنود لم يصلوا إلى الأهداف الرئيسية بعد، مما يمنح القيادة السياسية مجالًا أوسع للمناورة للتعامل مع صفقة المحتجزين التي طُرحت مجددًا للنقاش.

مواجهات شبه يومية

وأشارت يديعوت إلى وقوع مواجهات شبه يومية بين الجنود الإسرائيليين وعناصر مسلحة في مدينة غزة، لكن معظمها لا يُعلن عنها لأنها تنتهي دون خسائر بشرية في صفوف الجيش، سواء انفجار عبوات ناسفة قرب دبابات وناقلات جند مدرعة، أو إطلاق قذائف (آر بي جي)، ومحاولات إطلاق نار من أعالي المباني في غزة.

وكشفت الصحيفة في تقريرها عن دفع جيش الاحتلال بعتاد عسكري إلى مدينة غزة لإقامة «مراكز لوجستية»، ومن المخطط أن تُوصَل إليها خطوط الوقود والمياه، وربما حتى محطة تحلية مياه لصالح الجنود.

كذلك تم الدفع بعشرات الجرافات والشاحنات الهندسية القتالية المُحمَّلة بأطنان من المتفجرات إلى خطوط المواجهة يوميًا.

وقالت يديعوت: «يبدو أن الجيش في طريقه لعمليةٍ تستمر لأشهرٍ لتسوية مئات المباني في مدينة غزة بالأرض بشكلٍ منهجي، وذلك بهدف عرقلة بناء حماس للأنفاق تحتها مرةً أخرى في المستقبل».

مراكز لوجستية جديدة

في هذه الأثناء، يستكمل فرع التكنولوجيا واللوجستيات حاليًا إنشاء ثلاثة مراكز لوجستية كبيرة للفرق العسكرية، والتي ستخدم في الأشهر المقبلة القوات من الفرق الثلاثة التي تتمركز بالفعل في مدينة غزة (98 و162 و36).

أما المقران الآخران للفرقتين اللذان يديران قوات فرقة غزة والفرقة 99، فهما يقومان بذلك بشكل أساسي حول المدينة، حيث يدافعان عن المواقع في المنطقة العازلة ويحافظان جزئيًا على محور قطع نتساريم، جنوب مدينة غزة.

وبحسب الصحيفة، فإن إنشاء المراكز اللوجستية الأمامية الثلاثة داخل أحياء مدينة غزة يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية طويلة أخرى في المدينة، وهي الثانية من حيث العدد منذ بداية الحرب.

ستتولى هذه المراكز اللوجستية الأمامية التعامل مع الدبابات وناقلات الجند المدرعة يوميًا، بالإضافة إلى مركبات الهندسة وأسلحة القوات.

فيما لا يتوقع تنفيذ خطة تزويد القوات الإسرائيلية بالإمدادات عن طريق البحر، وبعيدًا عن عمليات الإمداد اللوجستي الليلي، يدرس الجيش بشكل إيجابي إنزال موارد لوجستية ثقيلة للقوات في عمق المنطقة، من مروحيات الهليكوبتر إلى جانب طائرات بدون طيار كبيرة.

هدم مُمنهج للمباني

واستطرد التقرير أن الجيش الإسرائيلي لم يبدأ بعد في التعامل مع الأهداف الرئيسية للعملية، وهي: «قواعد حماس الكبيرة تحت الأرض وشبكة الأنفاق التي تربط بينها، وخاصة في الأحياء المركزية في مدينة غزة، مثل الغرب والبحر، القريبة من البحر»- حَسَبَ الصحيفة.

ولفتت إلى أن معظم التحركات الميدانية تتعلق بالدفع بمعدات هندسية، على نطاق أوسع بكثير من العملية الأولى في المدينة.

وتابعت: «هذه المعدات لا تهدف فقط إلى تحديد مواقع أنفاق حماس الكبيرة والمهمة وتدميرها، بل أيضًا إلى هدم عشرات، إن لم يكن مئات، من المباني القريبة منها أو فوقها».

وأكدت أن الهدف هو عرقلة إعادة بناء هذه الأنفاق بسهولة على حماس مستقبلًا، تحت غطاء هذه المباني التي يُفترض أن يعود المدنيون للسكن فيها. يُفترض أن يكون الهدم الصناعي والشامل لهذه المباني، وبعضها شاهق الارتفاع، نمطًا متكررًا من عملية «عربات غدعون 1» هذا العام، التي نُفذت في خان يونس.

ولفتت إلى أن لواء المظليين وحده هدم 2137 مبنى كاملًا، يتراوح متوسط ​​ارتفاعها بين طابقين وأربعة طوابق، في حي العباسيين شرق مدينة خان يونس، بطريقة كادت أن تُمحى هذا الحي من على وجه الأرض. 

مواقع عسكرية بالجنوب

وعن سير العمليات العسكرية في الجنوب، لفتت يديعوت إلى أنه كان لدى جيش الإسرائيلي انطباع، خلافًا للاتفاقيات السابقة مع القيادة السياسية مطلع العام، بأنه لن يكون هناك انسحاب مقابل المحتجزين من محوري موراج وماجن عوز اللذين يقطعان خان يونس طولًا وعرضًا.

وبدلًا من الدفاعات المكشوفة، حيث كان على الجنود البقاء كمدافعين، يجري حاليًا إنشاء مواقع عسكرية في عمق منطقة خان يونس، وستشمل هذه المواقع بنى تحتية تشغيلية وسكنية أكثر ملاءمةً وأمانًا وكفاءة.