هل قضت تصريحات نعيم قاسم على آمال نزع سلاح حزب الله؟

لطالما كان سلاح حزب الله هو القضية الأكثر تفجيرا وتعقيدا في المشهد اللبناني، ولعل تصريحات الأمين العام للحزب نعيم قاسم في ذكرى اغتيال الأمين السابق حسن نصر الله نقطة تحول حاسمة ولم تترك مجالًا للالتباس.

فقد وصف عيم قاسم قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بأنه «خطيئة» ترتكب بإملاءات أميركية وإسرائيلية، مؤكدًا أن الحزب لن يترك الساحة ولن يتخلى عن السلاح.

تصريحات قاسم لا تعيد رسم خطوط الاشتباك السياسية الداخلية فحسب، بل تطلق صفارة الإنذار لسيناريوهات مفتوحة، إما التصعيد الداخلي وانهيار التوافق الوطني، أو تثبيت الأمر الواقع لسلاح حزب الله كقوة لا يمكن نزعها إلا بثمن باهظ.

فما هي الأبعاد الحقيقية لهذا الموقف الذي أحبط كل الرهانات على نزع السلاح، وما هي تداعياته على مستقبل الدولة اللبنانية؟

حول هذا الموضوع دارت نقاشات الجزء الثالث من حلقة اليوم الأحد ببرنامج «مدار الغد»، وفيه تحدث من بيروت، الكاتب والباحث السياسي، فيصل عبد الساتر، والكاتب والباحث السياسي، جورج العاقوري.

وأمس السبت، حذر الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، من أن إسرائيل والولايات المتحدة تستهدفان إنهاء المقاومة في لبنان، قائلا إن حزب الله لن يسمح بنزع سلاحه.

وأضاف، في كلمة له بالذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله، والقيادي هاشم صفي الدين، أن أي محاولة لنزع سلاح حزب الله ستؤدي إلى «مواجهة كربلائية».

وقال أمين عام حزب الله إن «الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على استهداف المقاومة في لبنان لتحقيق أهداف توسعية»، مشددًا على أن الحزب سيواصل جهوده لمنع ذلك.

وذكر أن واشنطن تسعى إلى فرض الأجندة الإسرائيلية عبر السياسة بعدما فشلت في تحقيقها بالحرب، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسير مع حلفائها لفرض وقائع جديدة في لبنان.

وكشف قاسم أن المبعوث الأميركي إلى لبنان، توم براك، سبق أن قال إن إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب، واشترط نزع سلاح حزب الله «كمدخل لتجريد لبنان من قوته، وهو ما يمنح الاحتلال شرعية للبقاء في هذه المناطق».

وأكد أن مطلب نزع سلاح حزب الله لا يعني سوى الاستجابة الكاملة لمصالح إسرائيل، قائلًا إن «نزع سلاحنا يعني نزع قوتنا تلبية لمطلب العدو وتحقيقًا لأهدافه».