والد الطفل الفلسطيني جدوع يكشف لـ«الغد» عن كواليس عودة أولاده

كشف جاسم أبو عرار، والد الطفل الفلسطيني «جدوع»، الذي حمل شقيقه على كتفيه، عن كواليس عودة أولاده إليه.

وقال أبو عرار في تصريحات أدلى بها لبرنامج «شير»، الذي تقدمه الإعلامية صولا سلامة على قناة «الغد»: «اللي صار نزوح ورا نزوح، وصلنا لتل الهوى من حي الزيتون، نزحنا لتل الهوى، عشنا قصة كبيرة، ما كان فيه مال إننا ندفع أجرات كثيرة، وبقينا آخر الناس، متأخرين بالنزوح، لحد ما اقترب منا العدو بمحيطنا».

وأضاف أنهم كانوا ينتظرون أن يأتيهم أحد ليساعدهم ويخرجهم مما هم فيه من بؤس، لكن الفرصة لم تأتِهم، ولم يكن بحوزتهم نقود تكفي لاستئجار سيارة، وأمام مطالبات أولاده بتناول الطعام اضطر للذهاب لشراء ما تيسر من الطعام، وفي الأثناء فوجئ بقصف عشوائي ألجأه إلى مدخل أحد المنازل فاحتُجِز بداخله لنحو 4 إلى 5 ساعات، كان خلالها يحاول إزالة الركام الذي أغلق عليه المدخل حتى يتمكن من الخروج إلى الشارع، ولم يدرِ ماذا حدث مع أولاده، حتى خرج إليهم والتأم شملهم مرة أخرى، حين روى له ابنه جدوع تفاصيل ما حدث.

وأشار أبو عرار إلى أن زوجته حامل في الشهر الثامن، وعندما بدأ القصف هربت ببناتها، وفي الأثناء كان جدوع يلعب ويلهو بأرض بجوار أمه وإخوته، وعندما عاد إليهم بسبب القصف لم يجد لا أمه ولا أخواته، ولم يجد سوى أخيه العالق وسط الشظايا والحجارة والردم، فحمله وهرب به من المنطقة.

ولفت أبو عرار إلى أنه علم بالفيديو المنتشر لابنه على الإنترنت من أصحابه، وعندما شاهد الفيديو لأول مرة شعر بالسعادة من ردة فعل جدوع، الطفل الصغير الذي لم يُجاوز الـ9 سنوات، والذي تصرف بعقله الصغير لانتشال شقيقه ومساعدته والنزوح به بعيدًا عن القصف، وأن يقطع به مسافة كبيرة وهو يحمله على كتفيه.

لكنه عاد وقال إنه في الوقت نفسه شعر بمرارة وغُصة، فكيف لأطفاله الصغار أن يتحملوا ما حدث، وكيف لطفل صغير أن يحمل شقيقه لمسافة طويلة، حتى إنه رفض كل ما عُرِض عليه من مساعدات لحمل أخيه بدلًا منه، وكان هدفه الوصول بأخيه إلى حمد، حيث تستقر عائلتهم، وهناك يمكنه البدء في البحث عن والده والوصول إليه.