استنكار دولي واسع لاعتراض إسرائيل أسطول الصمود

أثارت عملية اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود العالمي الذي كان في طريقه إلى غزة موجة واسعة من ردود الفعل الدولية، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدبلوماسية على تل أبيب وسط تزايد المخاوف من تداعيات إنسانية وأمنية متفاقمة في القطاع المحاصر.

وتباينت مواقف العواصم الغربية إزاء الحادثة، بين الدعوة إلى احترام القانون الدولي والمطالبة بضمان سلامة النشطاء الدوليين، في حين أبدت عدة دول استياءها من طريقة التعامل مع القافلة التي حملت مساعدات إنسانية وناشطين من جنسيات مختلفة.

ردود فعل دولية 

واستدعت إسبانيا القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد، اليوم الخميس، بعدما اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية أسطول المساعدات المتجه إلى غزة، وفق ما أعلن وزير الخارجية.

وقال خوسيه مانويل ألباريس لمحطة (تي في إي) التلفزيونية «استدعيت اليوم القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد». مضيفا أن 65 إسبانيّا كانوا على متن الأسطول.

يذكر أن إسرائيل سحبت سفيرها من مدريد العام الماضي بعد اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية.

وعبرت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الخميس، عن قلقها البالغ إزاء اعتراض إسرائيل لأسطول مساعدات دولي متجه إلى غزة، مضيفة أنها أوضحت لإسرائيل ضرورة حل الوضع بشكل آمن.

وقالت الوزارة في بيان «نشعر بقلق بالغ إزاء وضع أسطول الصمود، ونحن على اتصال بعائلات عدد من المواطنين البريطانيين المشاركين فيه».

وأضافت «يجب تسليم المساعدات التي يحملها الأسطول إلى المنظمات الإنسانية على الأرض لإيصالها بأمان إلى غزة».

وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع إكس أن عدة سفن أُوقفت بأمان، وأن ركابها نُقلوا إلى ميناء إسرائيلي.

وقالت أستراليا اليوم إنها على علم بتقارير عن اعتقالات نفذتها القوات الإسرائيلية على متن أسطول الصمود العالمي، وإنها على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة القنصلية لمواطنيها الذين كانوا على متنه.

وقالت وزارة الخارجية لرويترز «تدعو أستراليا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي، وضمان سلامة ومعاملة الأشخاص المشاركين معاملة إنسانية».

كما وصف رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود بأنه «عمل خسيس».

وأضاف في تصريحات، على منصة إكس «يجب أن تنتهي الوحشية الإسرائيلية ونطالب بمنح فرصة للسلام وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في غزة».

وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن قلقه بشأن المعتقلين، حيث قال «نأمل وندعو من أجل سلامة جميع الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية بصورة غير قانونية، وندعو إلى إطلاق سراحهم فورا»، مضيفا «لقد كانت جريمتهم هي نقل مساعدات للشعب الفلسطيني البائس».

ونقلت رويترز عن وزير الخارجية اليوناني جورجيوس جيرابيتريتيس قوله إن 39 سفينة من أسطول مساعدات غزة وصلت إلى ميناء أسدود وجميع الأشخاص على متنها بخير.

ضغط لحماية النشطاء

وحثت إيطاليا واليونان الأربعاء إسرائيل على عدم إلحاق أي أذى بالناشطين المشاركين في أسطول دولي يتأهب لتدخل إسرائيلي لمنعه من إيصال مساعدات إلى غزة.

وقال البلدان في بيان مشترك صادر عن وزيري خارجيتهما «ندعو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان سلامة وأمن المشاركين، والسماح بجميع إجراءات الحماية القنصلية».

كما دعت روما وأثينا الناشطين إلى قبول مقترح حل توافقي بأن يتم تسليم المساعدات إلى الكنيسة الكاثوليكية والسماح لها بتوزيعها في غزة، ومن ثم تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

ورفض المشاركون في الأسطول المقترح أكثر من مرة وقالوا إن جزءا أساسيا من هدفهم يتمثل في الوقوف في وجه إسرائيل وفضح الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على غزة والذي يعتبرونه غير قانوني.

وأعلن «أسطول الصمود العالمي» المتجه إلى غزة صباح اليوم الخميس، إنه يواصل رحلته إلى غزة رغم اعتراض سلاح البحرية الإسرائيلي عددا من مراكبه مساء الأربعاء.

وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأربعاء بأن قواتها أوقفت «سفنا عدة»، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش سيطر على أكثر من 40 سفينة وقارب شاركوا بأسطول الصمود.

كما ذكرت الخارجية الإسرائيلية لاحقا، إن «المشاركين في الأسطول في طريقهم لإسرائيل حيث ستجري إجراءات ترحيلهم لأوروبا».

ومن بين الركاب المشاركين في هذا التحرك والذين اعتُرضت قواربهم، الناشطة السويدية غريتا تونبرغ.

واستنكر منظمو الأسطول «الهجوم غير القانوني على عمال إغاثة عزّل» ودعوا الحكومات وقادة العالم والمؤسسات الدولية إلى المطالبة بالحفاظ على سلامة جميع الموجودين على متن المراكب وإطلاق سراحهم.