اللجنة الدولية لكسر الحصار تفاجئ إسرائيل بموجة سفن جديدة نحو غزة

كشفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، فجر اليوم الجمعة، عن مفاجأة كبيرة معلنة أن 9 سفن أخرى في طريقها إلى قطع غزة ، من بينها سفينة الضمير الكبير التي تحمل مائة صحفي وطبيب وناشط. 


وبذلك يصبح عدد السفن التي ما زالت تحاول الوصول إلى غزة 10 سفن، حيث  قال أسطول الصمود العالمي، مساء الخميس، إن قاربا واحدا من الأسطول الذي اعترضته إسرائيل الأربعاء واسمه مارينيت «لا يزال يبحر بقوة». وأظهر بث مباشر الطاقم وهو يقود القارب. 
وقال المنظمون إن مارينيت صار على بعد حوالي 80 ميلا بحريا من غزة مساء اليوم الخميس، وحوالي 10 أميال بحرية من المكان الذي بدأت فيه إسرائيل اعتراض بقية قوارب الأسطول.
وأفاد منظمو الأسطول عبر منصة إكس إن إسرائيل اعتقلت أكثر من 450 متطوعا. وذكر سابقا أن بعضهم نُقل إلى سفينة شحن كبيرة قبل إنزالهم على الشاطئ.


غضب دولي


وواجهت إسرائيل تنديدا دوليا واحتجاجات بدأت منذ مساء الأربعاء واستمرت الخميس بعد أن اعترضت قواتها جميع قوارب أسطول الصمود العالمي تقريبا، وعددها نحو 40، واعتقلت أكثر من 450 من النشطاء الأجانب، من بينهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبري، أثناء توجه الأسطول إلى قطاع غزة حاملا مساعدات

وأظهرت لقطات من كاميرات تنقل بثا مباشرا من القوارب وتحققت منها رويترز جنودا إسرائيليين بخوذات ونظارات رؤية ليليلة وهم يصعدون على ظهر القوارب، فيما تجمع الركاب بعضهم بجانب بعض وهم يرتدون سترات النجاة وأيديهم مرفوعة.

وأظهر مقطع فيديو من وزارة الخارجية الإسرائيلية تحققت منه رويترز تونبري، أبرز المشاركين في الأسطول، وهي تجلس على سطح قارب محاطة بجنود.

وخرج متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين إلى الشوارع في مدن أوروبية، بالإضافة إلى كراتشي وبوينس أيرس ومكسيكو سيتي، احتجاجا على اعتقال إسرائيل للنشطاء بعد عامين من شن حربها الوحشية على غزة. ودعت نقابات إيطالية إلى إضراب عام غدا الجمعة.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن قلقه من تزايد العداء والكراهية لإسرائيل، فيما صرح عدد من المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم إيهود أولمرت رئيس الوزراء الأسبق، بأن إسرائيل صارت «دولة منبوذة».

ترحيل الناشطين الأسبوع المقبل


سجلت تونبري (22 عاما)، والمعروفة باحتجاجاتها المساندة للبيئة، مقطع فيديو في وقت سابق ونُشر نيابة عنها بعد أن اعتلت القوات الإسرائيلية القارب الذي كانت على متنه.

وقالت في المقطع «إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو فلقد تم اختطافي واقتيادي رغما عني من القوات الإسرائيلية. مهمتنا الإنسانية لم تكن عنيفة، وهي ملتزمة بالقانون الدولي».

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه يتوقع ترحيل المشاركين في الأسطول من إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء وإرسالهم إلى عواصم أوروبية على متن رحلات جوية مستأجرة.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إنها نقلت جميع من احتجزتهم من المشاركين في الأسطول إلى الشاطئ في أسدود وإن «كل الركاب بخير وبصحة جيدة».

وأضافت «لا يزال آخر قارب من هذا الاستفزاز بعيدا. وإذا اقترب، فسيتم أيضا منعه من محاولة دخول منطقة قتال نشط وكسر الحصار».

تنديد تركي


انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس ما فعلته إسرائيل ووصفه بأنه عدوان يظهر أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها نية للسماح ببقاء أي أمل في السلام.

وقال في كلمة بالعاصمة أنقرة «أندد بالبطش الذي تعرض له أسطول الصمود العالمي الذي أبحر ليلفت الانتباه إلى الوحشية التي ينطوي عليها موت الأطفال من الجوع في قطاع غزة، وليوصل مساعدات إنسانية للفلسطينيين الذين يعانون من القمع».

وأفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء بأن الادعاء العام في إسطنبول أعلن أنه بدأ تحقيقا في اعتقال 24 مواطنا تركيا على متن قوارب مشاركة في الأسطول.

جنوب إفريقيا تطلب الإفراج عن مشاركين يحلمون جنسيتها

وطالب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا إسرائيل بالإفراج فورا عن مواطني بلاده الذين كانوا على متن قوارب الأسطول، ومنهم نكوسي زويليفيليل حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا.

وقالت سهاد بشارة المديرة القانونية لمركز عدالة، وهو منظمة معنية بحقوق الإنسان ومركز قانوني في إسرائيل، إن من المتوقع نقل النشطاء إلى سلطة الهجرة فور وصولهم إلى أسدود ومنها إلى سجن كتسيعوت «النقب» في جنوب إسرائيل قبل ترحيلهم.

معارضة كبيرة لحصار غزة


يحمل الأسطول الذي اعتقلت إسرائيل أفراده، الذي بدأ الإبحار في أواخر أغسطس آب، أدوية وأغذية لقطاع غزة ويتألف من أكثر من 40 قاربا مدنيا ويقل نحو 500 شخص، بينهم برلمانيون ومحامون ونشطاء.

ولم يتضح حجم وكمية المساعدات التي يحملها أسطول الصمود لكنه يشكل أبرز تحرك رمزي لرفض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وندد مسؤولون إسرائيليون مرارا بمهمة أسطول الصمود العالمي ووصفوها بأنها مجرد حيلة دعائية.

وحظي تقدم الأسطول عبر البحر المتوسط باهتمام دولي وأرسلت دول مثل تركيا وإسبانيا وإيطاليا قوارب أو طائرات مسيرة تحسبا لاحتياج رعاياها إلى المساعدة. وأصدرت إسرائيل إنذارات متكررة طالبت فيها الأسطول بالتراجع.

حماس تندد باعتقال النشطاء

والأسطول هو أحدث محاولة بحرية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الفلسطيني الذي تحولت مساحات كبيرة منه إلى أنقاض بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.

وعبرت حركة «حماس» في بيان عن دعمها للنشطاء ووصفت اعتراض إسرائيل للأسطول بأنه «عمل إجرامي» ودعت لاحتجاجات عامة للتنديد بإسرائيل.

وكانت القوارب على بعد حوالي 70 ميلا بحريا عند اعتراضها قبالة القطاع المدمر داخل منطقة تسيّر فيها إسرائيل دوريات لمنع أي قوارب من الاقتراب من قطاع غزة. وقال المنظمون إن اتصالاتهم تعرضت للتشويش، بما في ذلك استخدام بث مباشر بالكاميرات من بعض القوارب.