طرق الباب في الصباح الباكر .. كان أقرانه يستعدون للذهاب لقاعات الدرس. .فتحت له فإذا هو صبيّ في سنّ التمدرس يكابد مشقة العمل على حمار وعربة؛ همه شحن القمامة لرميها في المكب مقابل دراهم معدودة ..
اعتصرني الحزن على واقعه المأساوي .. تساءلت من الذي تسبب له في مصير غامض ومستقبل من الكدح .
كانت الإجابات تترى في صورة غريبة .. تفرق أبواه عنه بعد معركة شجار في "يوم بلا عنوان"
تزوجت أمه من رجل آخر وطرده من المنزل..
أبوه دخل في تجربة اجتماعية أخرى وكان بالنسبة له نسيا منسيا .. الأقارب "كل يغتي على ليلاه"
علمت في ما بعد أن ظروف الحياة اضطرت ذويه لتشغيله في تلك السن المبكرة ...الأم بحاجة لمن يعينها على إخوته الأصغر سنا..ففد تخلى الأب عن رعايتهم منذ أن قضى وطره من الأم المسكينة
صحوت من التفكير في صور واقع ذلك الصبي بألوان شتى تجمعها قتامة الحزن وغموض المستقبل.
الطبقات الهشة في المجتمع تجب رعايتها ومساعدتها من الدولة ـ ماديا ـ كي تستطيع إنقاذ فلذات كبدها من واقع هذا الطفل البائس الذي وجد نفسه على قارعة الحياة بين أم وإخوة يحاصرهم الجهل والفقر ويحتاجون مساعدته.
من المسؤول؟ زاوية يومية يكتبها تجرير " الجديد نيوز"