من المقرر أن ينظم "منتدى أبوظبي للسلم" الملتقى السنوي الخامس من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في العاصمة الموريتانية نواكشوط الثلاثاء المقبل على مدي 3 أيام بقصر المرابطون للمؤتمرات بإشراف مباشر من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني.
ويعتبر هذا المؤتمر مناسبة فكرية دولية هامة حيث تتلاقح الأفكار التي تساهم في تعزيز ونشر ثقافة السلم في العالم خاصة ببؤر النزاعات والتوترات كالقارة الإفريقية والشرق الأوسط .
التقرير التالي يسلط الضوء على النسخة الخامسة من المؤتمر الهام .
ينعقد المؤتمر الخامس وسط رهانات متزايدة على “الحوار والمصالحة” بهدف تعبيد الطريق نحو مستقبل أفضل للقارة الإفريقية بعيدا عن حسم الخلافات بالعنف والسلاح
ينظم الملتقى بالتعاون مع الحكومة الموريتانية، وتحت رعاية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وبرئاسة الشيخ المحفوظ بن عبدالله بن بيه الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم.
وتحمل النسخة المرتقبة عنوان : "القارة الأفريقية: واجب الحوار وراهنية المصالحات" لأعمال هذا الملتقى، وهو عنوان ينطوي على دلالات كثيرة وأبعاد متنوعة، لاسيما في هذا التوقيت الذي يتسم بتزايد الصراعات في القارة الإفريقية.
وبحسب المنظمين فإن هذا العنوان يأتي “انسجاما مع توصيات إعلان نواكشوط التاريخي 2020 "الذي دعا إلى اعتماد آلية الحوار واعتباره الوسيلة المثلى في تسوية النزاعات، وتشجيع أساليب الوساطات والتحكيم وتفعيل أدوات الصلح، وإنشاء هيئات وأجهزة ووزارات للمصالحة والسلم في الدول"
ويهدف المؤتمر الإفريقي إلى دعم جهود الحكومات والقادة الدينيين والفاعلين الاجتماعيين في تعزيز الحوار والتواصل الإيجابي، إلى جانب تشجيع ثقافة المصالحات والابتعاد عن حسم الخلاف بالعنف والصراع المسلح من أجل مستقبل أفضل للقارة الإفريقية، كي يجد فيها الجميع مكانا ومكانة ويتعايش الناس في أمن وسلام.
كما ينطوي توقيت عقد هذا المؤتمر على دلالات هامة، لجملة من الاعتبارات السياسية والاقتصادية، بالنظر إلى طبيعة المشهد في القارة الإفريقية التي لا تزال الكثير من مناطقها مسرحا لشتى أنواع العنف والاقتتال الأهلي، وتزايد الغلو والتطرف والإرهاب، وارتفاع معدلات الفقر والتخلف.
كما أن تلك القارة ماتزال تُعاني من تصاعد حدة تنافس العديد من القوى الدولية والإقليمية عليها في مسعى لاستنزاف المزيد من مواردها وثرواتها، وصولا إلى السيطرة على مقدرات شعوبها.
و تؤكد كل القراءات الجيوستراتيجية إلى أن تنافس القوى الدولية والإقليمية على أفريقيا سيتصاعد خلال العام الجاري، نتيجة تضارب مصالح تلك القوى التي سرعت تحركاتها على أكثر من صعيد لتعزيز نفوذها بكل الوسائل والأدوات، بما في ذلك تلك التي من شأنها تهديد الاستقرار الإقليمي في بعض المناطق الإفريقية.
ويقول المنظمون إن الهدف من تنظيمه في هذا الوقت هو لفت الانتباه نحو إحدى أهم وسائل السلم، وهي ثقافة الحوار والمصالحات للخروج من هذا الوضع الذي تردت فيه القارة الإفريقية؛ ذلك أن الحوار هو "واجب ديني وضرورة إنسانية وإرث أفريقي، به يتحقق التعارف والتعريف، وبه تقدم البدائل عن العنف والحسم العنيف"
وسيبحث المشاركون في هذه النسخة الخامسة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم جملة من القضايا الهامة تم توزيعها على 5 محاور أساسية، يتعلق الأول بـ"الوضع الراهن في إفريقيا والحاجة إلى ثقافة الحوار"، والثاني "الحوار والمصالحات: واجب ديني وقيم أخلاقية"
أما المحور الثالث فيتعلق بـ"الحوار والمصالحات: إرث حضاري ونماذج ملهمة"، والرابع "مقاربات فكرية ومبادرات ميدانية"، بينما المحور الخامس يتعلق بـ"إفريقيا والذكاء الاصطناعي: أفق جديد في بناء السلم وتعزيز الحوار".
ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة الجديدة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم عقد النسخة الثالثة من قمة الشباب والمرأة صناع السلام في إفريقيا تحت عنوان “الحوار والمصالحات: التربية والتكوين"، بالإضافة إلى تنظيم حفل للإعلان عن الفائزين بـ”جائزة السلم الأفريقي".
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الرابعة عقد في يناير الماضي بنواكشوط تت عنوان : "التعليم العتيق في إفريقيا: العِلْم والسِّلْم".