تفاقم الفيضانات في غرب فرنسا جراء منخفض جوي تسبب بهطول أمطار

تتفاقم الفيضانات في غرب فرنسا والتي تؤثر بشكل خاص على منطقة بروتاني، بسبب منخفض إيفو الجوي الذي يتسبب بهطول أمطار غزيرة.

وفي مقاطعات إيل-إي-فيلان ولوار-أتلانتيك وموربيان، لا يزال تحذير أحمر بشأن ثلاثة أنهار ساريا بسبب ارتفاع منسوب المياه فيها.

ويتوقع موقع فيجيكرو «مستويات عالية جدا حتى نهاية الأسبوع مع مستويات قد تكون أعلى من العتبة التاريخية لفيضانات كانون الثاني/يناير 1995 على فيلان-اريدون وتلك التي حدثت في كانون الأول/ديسمبر 1999 في أوست-اريدون».

ويتوقع أن تبلغ الفيضانات ذروتها إما مساء أو بحلول يوم غد بحسب كمية الأمطار التي سيحملها المنخفض الجوي إيفو، بحسب رئيس تجمع رجال الإطفاء في جنوب غرب إيل-فيلان اللفتنانت كولونيل فريديريك كاتوزينسكي.

وقال فرنسوا نويل بوفيه الوزير المنتدب لوزير الداخلية على موقع اكس: «أمام هذا الوضع الاستثنائي قررت تفعيل الإجراء السريع لإعلان حالة الكارثة الطبيعية».

الفيضانات في جنوب فرنسا

أكد الخبير في الأرصاد الجوية لدى هيئة ميتيو فرانس للأرصاد الجوية، روماريك سينوتي، أن ما يشهده البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة من خلل في درجات الحرارة يشكل مؤشرا إلى التغير المناخي وما قد ينجم عنه من عواقب خطرة.

وأكد أن مراقبة درجة حرارة المحيطات ستكون مهمة جدا لرصد التغير المناخي ومراقبة حالة الطقس، فالبحر الدافئ هو عامل مفاقم للوضع، تحديدا بالنسبة إلى موجات الأمطار الغزيرة التي نشهدها في جنوب فرنسا.

وأضاف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس: «سجّلنا درجة حرارة بين الأحد والإثنين تجاوزت 30 درجة على عوامة قبالة سواحل موناكو، ودرجة حرارة تصل إلى نحو 30 درجة مئوية (29,7 درجة)، على عوامة في الريفييرا التي تقع على مسافة مماثلة من القارة وكورسيكا».

وتابع: «من الصعب التحدث عن رقم قياسي، لأنّ العوامة التي سجلّت 30 درجة مئوية موضوعة في المياه منذ العام 2014، ولا تحتوي تالياً على بيانات كثيرة ومتعمقة. لكنّ 30 درجة مئوية رقم ملحوظ، لأنّه أكثر من المعدل الاعتيادي بأربع درجات.. إذ من المفترض أن تكون درجة الحرارة الاعتيادية للبحر الليغوري، وهو قسم من البحر الأبيض المتوسط، نحو 26 درجة مئوية في هذا الوقت من السنة». مشيرا إلى أن درجة الحرارة الجديدة تثير الدهشة وينبغي التوقف عندها أكثر من الجانب القياسي.

وأشار خبير الأرصاد إلى أنه عندما نكون أمام هذه الكتلة الهوائية الحارقة التي تستمر لأيام عدة، لا بدّ أن يكون لدينا تبادلات بين المحيط أو البحر والهواء، وسترتفع تالياً درجة حرارة الماء، لكنّ ذلك يحدث بشكل أبطأ، بسبب امتصاص المحيط أو البحر للحرارة الإضافية.

«النقطة الساخنة»

وقال إن البحر الأبيض المتوسط يوصف بـ«النقطة الساخنة» للتغير المناخي، فهو مساحة جغرافية تُرصد فيها آثار التغير المناخي التي تنعكس أيضاً في درجة حرارة البحر.

وتابع خبير الأرصاد: «في الوقت الحالي، يُعدّ الخلل في درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط إيجابي، أي أن الحرارة مرتفعة جداً مقارنة بالمعتاد، وقد سُجّل هذا الارتفاع في درجة الحرارة والمرتبط بموجة حرّ حدثت في صيف 2022، حين رُصدت 30,8 درجة مئوية (درجة حرارة السطح) في البحر الأبيض المتوسط بتاريخ الرابع من أغسطس/آب 2022».

وشدد على أنه عندما ترتفع درجة حرارة الماء، تحصل ظواهر فيزيائية كثيرة، وكلما زادت سخونة السائل يتمدد أكثر، وسيكون ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط إذاً مرتبطاً بزيادة مستوى المياه، وهو ما سنلاحظه على الساحل، لكن من جهة ثانية، البحر الأكثر سخونة يعني عمليات تبخّر أكثر، ومن المحتمل تاليا أن نشهد مزيدا من المياه في الغلاف الجوي واحتمال هطول الأمطار سيكون أكبر لأنّ الغلاف الجوي سيكون محمّلا بمزيد من الرطوبة.

وأوضح خبير الأرصاد أن البحار والمحيطات تمتص حالياً 90% من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي، وعندما نقول إنّ متوسط درجة حرارة الأرض يزداد مع التغير المناخي، يكون جزء كبير من هذه الزيادة ممتصا من المحيطات التي تشهد احترارا.