السبت الحاسم.. هل تصمد هدنة غزة أمام تعنت إسرائيل وتهديدات ترمب؟

قبل يومين من الموعد المنتظر الذي حدده الرئيس الأميركي لتنفيذ طلبه بإخراج جميع من تبقى من المحتجزين في غزة بحلول ظهر السبت، حاولت حركة حماس، ومعها الوسيطان المصري والقطري، قطع الطريق أمام الذرائع التي قد تلجأ إليها واشنطن أو تل أبيب لعرقلة المضي قدمًا في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

حماس، وبعد مباحثات وصفتها بالإيجابية مع الوسطاء في القاهرة والدوحة، أكدت استمرارها في موقفها بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وفق ما جرى التوقيع عليه، ووفق الجدول الزمني المحدد.

وأشارت الحركة الإسلامية إلى أن جميع اللقاءات والاتصالات مع الوسطاء أكدت ضرورة إدخال البيوت المتنقلة والخيام والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة، مع استمرار إدخال المستلزمات الطبية والوقود وكل ما نص عليه الاتفاق.

لكن الموقف في إسرائيل جاء، كالمعتاد، مضادًا لذلك، إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء رفض دخول البيوت المتنقلة أو المعدات الثقيلة إلى غزة، نافيًا وجود أي تنسيق بهذا الخصوص.

أما هيئة البث الإسرائيلية، فنقلت عما سمّته مصدرًا مطلعًا أنه، بعد الموافقة على إدخال المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة، فإن ذلك الإجراء سيتم عبر أحد المعابر الإسرائيلية لإجراء تفتيش كامل.

تعنّت إسرائيلي متوقع لتعطيل استكمال بنود الاتفاق، وهو ما أكد مصدر مصري لـ«الغد» أنه تعرّض للعديد من الخروقات على مدار مرحلته الأولى التي لا تزال صامدة.

فما بين توغل يومي خارج محور فيلادلفيا، وتقدم آليات من محور نتساريم تجاه جنوب القطاع، وإطلاق النار عشوائيًا، وتحليق طيران الاستطلاع في فترات المنع المحددة، تنوّعت صور انتهاكات الاحتلال للاتفاق.

انتهاكات ربما تؤشر إلى ما تبيّته تل أبيب بعد السبت المقبل، خصوصًا مع التصريحات المتوالية من هناك برفع الجاهزية العسكرية في القطاع للتعامل مع السيناريوهات المحتملة كافة، بما فيها العودة إلى القتال. فهل يصمد اتفاق الهدنة في وجه ضغوط نتنياهو وترمب؟

أفادت مصادر مصرية لـ«الغد» بأن القاهرة نجحت في تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس، وأن الأخيرة ستسلّم المحتجزين لديها يوم السبت المقبل.

وأكدت المصادر أن إسرائيل ستزيد من أعداد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة، فضلًا عن السماح بإدخال البيوت المتنقلة والخيام. يأتي ذلك بينما تتواصل الجهود المصرية للتصدي لمخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

تحليل الخبراء

وللحديث عن هذا الموضوع، ينضم إلينا ضيفانا من القاهرة، العميد سمير راغب، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، ومن الناصرة، الدكتور وائل كريم، الأكاديمي والباحث في الشؤون الإسرائيلية.

من جانبه، قال العميد سمير راغب إن نبرة التفاؤل لدى الوسطاء ولدى حماس تعكس أن يوم السبت سيمر كما هو مخطط له، كما أن الجانب المصري، بصفة خاصة، استطاع مع الجانب الإسرائيلي الوصول إلى فكرة العودة لما قبل تصريحات ترمب، وهذا يُعد نجاحًا في الحقيقة للجانب المصري.

وأشار راغب إلى أن تحرك الكرفانات ووصولها إلى العريش، والخيام التي بدأت تدخل المعبر، دليل على أن الجانب الإسرائيلي لا يمانع في تنفيذ طلب مشروع ورد على لسان حماس.

وأوضح أنه لا يوجد لديه حذر من إتمام الصفقة، وأن يوم السبت سيكون يومًا طبيعيًا، مطالبًا المتشائمين بتأجيل تشاؤمهم، لأنه بعد هذه المرحلة ستتم تفاوضات جديدة، وأن الخروقات التي تمت لن تؤدي إلى تصعيد كبير.

بدوره، قال الدكتور وائل كريم إن الإمكانيات المتاحة الآن أمام إسرائيل واضحة، فهي تفهم وتعي أن وعود ترمب وكل هذه الاقتراحات التي يأتي بها لا تصب بالضرورة في مصلحتها، بل بالعكس.

وأشار إلى أن الضغوط الممارسة الآن على جيران إسرائيل، سواء مصر أو الأردن أو دول أخرى، تأتي بنتيجة عكسية، حيث تحاول الحكومات المجاورة تدارك الأمور التي قد تنجم عن عدم الاستمرار في عملية التفاوض أو الصفقة أو تحرير الأسرى.

وأضاف أن الطفل الفلسطيني بات الدرع الواقي للحكومات العربية، وهذا هو التعويل الأساسي الذي يعوّل عليه الجيران، إذ إن الفلسطيني لن يقبل، بأي حال من الأحوال، بتنفيذ «الهلوسات» التي يأتي بها ترمب، سواء في موضوع التهجير أو في موضوع استمرار الحرب.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره، وتهديد ترمب لا قيمة له لديهم، فهو يهدد مجموعة من المحاربين الفلسطينيين الذين لا يخشونه، حيث يواجهون إسرائيل منذ أكثر من عام ونصف، رغم امتلاكها واحدة من أكبر الترسانات العسكرية في التاريخ.