في لافتة كبيرة، طُبعت صورة لنتنياهو محاطا بالمحتجزين الأربعة القتلى، ويظهر نتنياهو والدماء تسيل من فمه، في رسالة من حركة حماس بأن المسؤول عن مقتل المحتجزين الذين يتم تسليمهم هو رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وباللغات العربية والعبرية والإنجليزية، كتبت حماس «قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية».
وأفاد مراسلنا في خان يونس بأن المدينة قدمت مفاجأة للحكومة الإسرائيلية عبر الحضور الغفير، ونشر لوحة ضخمة لنتنياهو خلف توابيت المحتجزين القتلى، والدماء تقطر من أنيابه، مع اتهامه بأنه المتسبب في مقتلهم.
وقال مراسلنا إن الرسالة الثانية كانت في عدد الفصائل المشاركة في عملية التسليم، إذ شملت كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب المجاهدين ووحدة الأنصار.
وأشار إلى أن عدد المسلحين كان أكبر من أي وقت مضى، وأن المنصة حملت رسائل متعددة، حيث ظهرت ثلاث فصائل لتسليم المحتجزين بالإضافة إلى وجود آلاف من السكان.
غضب عارم
كما أفادت مراسلتنا من القدس المحتلة بوجود غضب عارم في إسرائيل بسبب مراسم تسليم المحتجزين القتلى، حيث أكدت حماس على وجودها الفعلي في الميدان.
وقالت إن كتائب القسام أظهرت أنها هي التي سيطرت على تنظيم المراسم، لافتة إلى أن أسلحة إسرائيلية كانت بحوزة حماس، كما ظهرت قيادات حماس من كتيبة خان يونس التي كان يُعتقد أنها قد تم اغتيالها.
وأشارت إلى أن الغضب في إسرائيل كان بسبب هذه المراسم، حيث طالبت إسرائيل سابقا الأطراف الوسيطة بعدم تكرار هذه الطريقة في تسليم المحتجزين.
وألقت الضوء على أن نتنياهو كان قد خطط لحضور المراسم، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة بسبب اتهامات له بأنه «منفصل عن الواقع».
كما أوضحت مراسلتنا أن جدلا أثير بعد نشر مكتب رئاسة الوزراء بيانا يسمي فيه أسماء المحتجزين القتلى، ما أثار غضب عائلاتهم، مؤكدة أنهم لم يمنحوا الجيش الإسرائيلي الموافقة على نشر هذه الأسماء، ويرغبون في أن يتم تشريح الجثث أولا للتأكد من هويتهم.
وأوضحت أن نتنياهو، بعد هذا الغضب، نشر بيانا آخر حمّل فيه الجيش هذا الخطأ.
ووجهت عائلات المحتجزين اتهامات لنتنياهو بأنه منفصل عن الواقع، بسبب استمراره في مهاجمة المؤسسة الأمنية في وقت تعتبر فيه إسرائيل نفسها في حالة حداد وطني وحزن على هؤلاء المحتجزين القتلى.
وأوضحت مراسلتنا أن الغضب في إسرائيل ناتج عن عدم بذل الحكومة الإسرائيلية جهودا حقيقية لإعادة المحتجزين قبل قتلهم، فيما تتهم حماس إسرائيل باستخدام أسلحة إسرائيلية لقتلهم.
نتنياهو يتحمل المسؤولية
ووجهت كتائب القسام رسالة أخرى في بيان أصدرته، اليوم الخميس، أكدت فيها حرصها في مراسم تسليم جثامين الأسرى على مراعاة حرمة الموتى ومشاعر عائلاتهم، رغم أن الجيش الإسرائيلي لم يراعِ حياتهم وهم أحياء.
وأضافت «حافظنا على حياة أسرى الاحتلال، وقدمنا لهم ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم».
وشددت على أن الجيش الإسرائيلي هو من قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم، محملة حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارًا.
وأشارت إلى أن «نتنياهو يتباكى اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصل أمام جمهوره من تحمل مسؤولية قتلهم».
وأكدت أنها بذلت كل ما في وسعها لحمايتهم والحفاظ على حياتهم، إلا أن القصف الهمجي والمتواصل من الاحتلال حال دون تمكّنها من إنقاذ جميع المحتجزين.
تسليم المحتجزين
وتسلمت إسرائيل، اليوم الخميس، جثامين أربعة محتجزين ضمن صفقة التبادل، ونقلتهم عربات تابعة للصليب الأحمر إلى نقطة التسليم في كيسوفيم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن عناصره تسلمت جثامين الأربعة محتجزين في نقطة التسليم الأولى بقطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن قوات الجيش والشاباك تسلمت توابيت المحتجزين الأربعة القتلى عبر الصليب الأحمر داخل قطاع غزة، «ومن هناك تنقل إلى المركز القومي للطب الشرعي التابع لوزارة الصحة».
وأضاف المكتب في بيان أنه «في نهاية عملية التعرّف على الجثث، سيتم إرسال إشعار رسمي إلى العائلات».
جاء وصول الجثامين الأربعة إلى الجانب الإسرائيلي بعدما انتهت إجراءات التسليم والتسلم بحضور عناصر من حماس وممثلين عن الصليب الأحمر في مدينة خان يونس، في إطار الدفعة السابعة لتبادل الأسرى والمحتجزين ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إنه لم يتم التأكد من هوية المحتجزين القتلى، موضحا أنه سيتم الانتظار حتى التشخيص الرسمي الذي سيُبلغ به أهالي المحتجزين.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تراجع عن المشاركة في مراسم استقبال الجثامين الأربعة.