أزمة «شيري بيباس».. إسرائيل تهدد والمقاومة تبحث مزاعم الاحتلال

هددت إسرائيل من جديد بالتصعيد ضد المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد مزاعم بأن حركة حماس بدّلت جثة إحدى المحتجزات والتي تدعى شيري بيباس أثناء تسليم دفعة من جثامين المحتجزين في غزة.

واتهم الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حركة حماس بخرق اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

ما القصة؟

سلمت حركة حماس، أمس الخميس، جثامين 4 محتجزين، بينهما طفلين وأمهما، والتي تدعى شيري بيباس، لكن الطب الشرعي في إسرائيل قال إن أحد التوابيت كان يضم جثمان سيدة فلسطينية وليس الأم الإسرائيلية.

وشيري بيباس هي سيدة إسرائيلية، تم أسرها وطفليها يوم 7 أكتوبر/ 2023، فيما أعلنت حركة حماس مقتلها وطفليها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 في قصف إسرائيلي على قطاع غزة.

اتهامات إسرائيلية

اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، حركة حماس بأنها خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدم إعادة جثمان شيري بيباس.

وزعم المتحدث أن حماس قتلت طفلي عائلة بيباس «بأيد عارية» وقال «أرييل وكفير بيباس قتلهما إرهابيون بدم بارد. لم يطلق الإرهابيون النار على الطفلين، بل قتلوهما بأيدٍ عارية. بعد ذلك، ارتكبوا أفعالا مروعة للتستر على هذه الفظاعات».

وأرجع المتحدث اتهامه إلى كشف أجراه معهد الطب الشرعي على الجثامين.

وأضاف «نقلنا الأدلة على ذلك لشركائنا في العالم، وأبلغنا أطرافا دولية بنتائج تشريح الجثامين».

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسرعة التحرك لإعادة جثمان المحتجزة شيري بيباس إلى إسرائيل، وقال إن حماس ارتكبت انتهاكا للهدنة بعدم إعادتها، مهددا الحركة بدفع ثمن ما اعتبره خرقا للاتفاق.

إسرائيل سترد

ونقلت القناة الثانية عشرة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل سترد على عدم إعادة جثمان شيري بيباس وتدرس خياراتها.

ونقلت القناة عن المسؤول، قوله إن إسرائيل ملتزمة باتفاق الهدنة ومواصلة الدفعة القادمة من تبادل المحتجزين والأسرى في وقتها والعمل على إطلاق سراح المحتجزين الستة غدا السبت.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن رفات جثتين سلمتهما حماس الخميس تعود للطفلين كفير وأرييل بيباس، موضحا أن نتائج الفحص أظهرت أن الجثة الثالثة ليست لأمهما شيري بيباس. واعتبر جيش الاحتلال ذلك خرقا فاضحا للاتفاق.

وكانت الفصائل الفلسطينية سلمت جثث أربعة محتجزين إلى الصليب الأحمر وتم نقلها إلى إسرائيل, وذلك في إطار الدفعة السابعة لصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

حماس: الخطأ وارد

من جانبها، استنكرت حركة حماس الضجة التي يثيرها الاحتلال الإسرائيلي بشأن ادعائه بأن جثمان الأسيرة شيري بيباس لا يتطابق مع فحص الحمض النووي، معتبرةً أن هذه الاتهامات تأتي في إطار محاولات نتنياهو لتجميل صورته داخليًا وسط تصاعد الخلافات الإسرائيلية بالداخل.

وأشارت الحركة إلى أنها تلقت عبر الوسطاء الدوليين ادعاءات الاحتلال بشأن الجثمان، مؤكدةً أنها ستفحص هذه المزاعم بجدية كاملة وستعلن النتائج بشفافية.

كما لم تستبعد حماس احتمال حدوث خطأ أو تداخل في الجثامين، نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المكثف للمنطقة التي كانت توجد فيها العائلة مع فلسطينيين آخرين.

وقال نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية في تصريح تلفزيوني «نتقصى ادعاءات الاحتلال بشأن جثمان بيباس». رافضا تهديدات نتنياهو.
وأضاف القيادي الفلسطيني «حرصنا منذ اليوم الأول على عودة الأسرى الإسرائيليين أحياء، لكن ادعاءات نتنياهو تأتي في سياق الهروب من الضغط الداخلي الإسرائيلي، وسنبلغ الوسطاء بنتائج التحقيق بخصوص جثمان الأسيرة بيباس».

وقال :«ربما حدث خطأ في تحديد هوية الجثة جراء ضراوة القصف الإسرائيلي.. نفتقر إلى المواد والمعدات لتأكيد هوية الجثث جراء الوضع في قطاع غزة».

دفعة جديدة

وعلى صعيد عمليات تبادل الأسرى والمحتجزين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن الحركة قررت الإفراج يوم غد السبت عن ستة أسرى ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل.

وأشار أبوعبيدة إلى أن الأسرى المقرر الإفراج عنهم هم إيليا ميمون واسحق كوهن وعمر شيم توف وعومر فنكرت وتال شوهام وأفيرا منغستو وهشام السيد.

من جهته أفاد مكتب إعلام الأسرى مكتب إعلام الأسرى بأن من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 602 من الأسرى الفلسطينيين غدا. بينما أفادت مصادر للغد بأن 109 من الأسرى المقرر الإفراج عنهم سيتم إبعادهم للخارج.