بتمثال ذهبي وراقصات على الشاطئ.. ترمب يعرض رؤيته لـ«ريفيرا غزة»

باستخدام الذكاء الاصطناعي، نشر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مقطع فيديو استعرض فيه تصوّره لإعادة إعمار غزة، وفقا لخطة تهجير سكانها التي طرحها في وقت سابق هذا الشهر.

ونشر ترمب، عبر منصة تروث سوشيال، فيديو مولد باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقدم خلاله صورة لأهل غزة، وكأنهم يخرجون من الكهوف وهم حفاة وبملابس رثة إلى الشواطئ والعمران – حسب تصوره.

وظهر رجل الأعمال الأميركي، إيلون ماسك، في المقطع وهو يأكل الحمص، والذي استعرض أيضا وجود راقصات على الشواطئ.

 

كذلك، ظهرت خلال المقطع ناطحات السحاب والشواطئ، وبدا ترمب وهو يرقص مع إحدى الراقصات، ليظهر في المشهد تمثال ذهبي كبير في أحد الميادين للرئيس الأميركي، بينما تباع تماثيل صغيرة له في المتاجر المجاورة (بالذهب أيضا). كما يظهر طفل يحمل بالونا ذهبيا له، ومبنى كبير - فندق أو كازينو - تتصدر مدخله لافتة كتب عليها «غزة ترمب».

وفي نهاية المقطع، ظهر مشهد لترمب رفقة رئيس حكومة الاحتلال على حمام سباحة وخلفهما ذات اللافتة التي كتب عليها «غزة ترمب».

«ريفيرا الشرق»

واحتفت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بالمقطع وأعادت نشره.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الرئيس الأميركي يتوقع أن تجلب خطته «مستقبلا ورديا» لقطاع غزة، مشيرة إلى أنه قال «أتوقع أن يعيش سكان العالم في غزة في المستقبل. وسنحولها إلى مكان مذهل يتمتع بإمكانات هائلة. سيعيش هناك كثير من الناس، بما في ذلك الفلسطينيون».

وأضاف ترمب «لقد حاولوا الطريقة الأخرى لعقود من الزمن ولم تنجح ولن تنجح أبدا. والآن يعيشون في الجحيم، لكن غزة يمكن أن تكون ريفييرا الشرق الأوسط».

ولفت موقع واللا إلى أن ترمب تحدث عن رغبته في إخراج 1.8 مليون فلسطيني من القطاع بزعم أنها منطقة مدمرة ويجب إيجاد مكان آخر للسكان، واصفا الحياة هناك بالجحيم.

موجة استياء

وأثار المقطع استياء العديد من متابعي الرئيس الأميركي على «تروث»، وقال حساب يحمل اسم mitrb «هذا خطا فادح!! هذا الفيديو سيء للغاية... بغض النظر عما تحاول إظهاره فإن هذا الفيديو جعلني أشعر بالغثيان».

وقال آخر «أكره هذا.. أنا أحب رئيسنا ولكن هذا فظيع».

وعلّق مستخدم آخر، قائلا «لا أستطيع أن أكون مؤيدا للرئيس ترمب، لكن هذا الفيديو تحديدا ينم عن ذوق سيء للغاية».

وطالب البعض بإزالة المنشور لإنه يهين أرواح الأبرياء الذين ارتقوا هناك، وقال حساب يحمل اسم lili83 «هذا التصرف غير لائق حقا.. لقد أزهقت أرواح ولا يزال الأبرياء مدفونين تحت الأنقاض، يرجى إزالة المنشور».

وعلقت مستخدمة أخرى، تدعى جاكي، قائلة: «آسفة، ولكن هذا يترك طعمًا سيئًا في فمي، خاصة بالنظر إلى أن أوكرانيا ربما تكون التالية في قائمة الدول التي قد تتحول إلى منتجع سياحي مبني على جثث العديد من الأبرياء لملء جيوب صقور الحرب العالميين. أين ذهبت أخلاقك؟ ».

 

وعلقت أخرى على صورة التمثال الذهبي، مقارنة إياه بتمثال العجل الذهبي الذي عبده بنو إسرائيل خلال عهد موسى عندما تركهم أياما قبل عودته.

كما سخر آخرون من المقطع بسبب ظهور رجال بملابس الرقص الشرقي على الساحل، وهو ما أثار سخرية واستهزاء العديد، ما جعل البعض يتساءل عما إذا كانت دعوة لدعم المثلية الجنسية.

فيما قال آخر «يجب على الرئيس ترمب وإيلون ماسك أن يظلا متواضعين، هذا الفيديو سخيف»، وآخر «فكرة سيئة للغاية، أكره هذا، لقد قمت بالعديد من الأشياء الرائعة ولكن هذا ليس واحدا منها، من فضلك لا تفعل».

وفي الخامس من فبراير/شباط الحالي، قال ترمب، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، إن قطاع غزة أصبح كالجحيم ولا يستطيع أي شخص أن يعيش هناك.

وأكد أنه سيدعم جهود إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف، موضحا أنه يود أن يرى اتفاقا «لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل لطيفة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتعرضون لإطلاق النار أو القتل».

وأعرب عن اعتقاده بأن مصر والأردن ودولا أخرى ستقبل باستقبال سكان القطاع.

وأثار هذا المقترح موجة عارمة من الاستياء والغضب والرفض لأي تهجير للفلسطينيين من أرضهم.