رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، أن دعوة الزعيم الكردي عبد الله أوغلان المسجون في تركيا حزب العمال الكردستاني الذي أسسه، إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، تشكل «فرصة تاريخية».
وقال أردوغان «لدينا فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهاب».
إلقاء السلاح
ودعا عبد الله أوغلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، أمس الخميس، إلى إلقاء السلاح في خطوة قد تنهي صراعا مستمرا منذ نحو 40 عاما مع أنقرة وقد يكون لها تبعات سياسية وأمنية بعيدة المدى على المنطقة.
وقال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، اليوم الجمعة، إن جميع المسلحين الأكراد في العراق وسوريا، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، يجب أن يلقوا أسلحتهم بعد الدعوة التي وجهها زعيم حزب العمال الكردستاني.
وحل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984، ويتمركز الآن في منطقة جبلية بشمال العراق. وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب منظمة إرهابية.
وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع.
ولاقت دعوة أوغلان، التي كانت نتيجة اقتراح مفاجئ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من أحد الحلفاء القوميين للرئيس التركي، ترحيبا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء غربيين آخرين، بالإضافة إلى العراق وإيران.
قال نائب كبير في حزب المساواة والديمقراطية للشعوب التركي المؤيد للكرد، اليوم الجمعة، لرويترز، إن الحزب يريد خطوات فورية نحو التحول الديمقراطي من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بعد دعوة السلام التي أطلقها عبد الله أوغلان.
بيان أوغلان
وقال بيان أوغلان الذي تلاه أمس الخميس وفد من نواب «حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية» (ديم) المؤيد للأكراد الذي زار أوغلان في سجنه في وقت سابق أمس الخميس «على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه».
وأضاف في بيانه التاريخي «كما يفعل جميع المجتمعات والأحزاب الحديثة التي لم يتم إنهاء وجودها بالقوة. اتفقوا على عقد مؤتمر واتخاذ قرار بالاندماج مع الدولة والمجتمع».
وقال البيان أيضا « وُلد حزب العمال الكردستاني في القرن العشرين، الذي كان أكثر العصور عنفًا في التاريخ، في ظل حربين عالميتين، والاشتراكية الواقعية، وأجواء الحرب الباردة التي شهدها العالم، وإنكار الواقع الكردي، والقيود المفروضة على الحريات، وعلى رأسها حرية التعبير».
وأضاف البيان «لا يمكن إنكار الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي. إن تمكن حزب العمال الكردستاني، الذي كان أطول وأشمل حركات التمرد والعنف في تاريخ الجمهورية، من الحصول على القوة والدعم، كان نتيجة لإغلاق قنوات السياسة الديمقراطية، الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية، أو الحكم الذاتي ، أو الحلول الثقافوية، فهي لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع».
وشدد البيان على أنه «يجب تطوير لغة تتماشى مع الواقع خلال فترة السلام والمجتمع الديمقراطي».