بدأ عدد من القادة الأوروبيين في محاولات احتواء الأزمة التي اندلعت بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس في البيت الأبيض، وأدت إلى مشادة كلامية حادة أمام وسائل الإعلام.
ونصح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الرئيس الأوكراني بإصلاح علاقته بنظيره الأميركي بعد الحوار المحتدم والغاضب الذي دار بينهما أمس الجمعة.
وقال روته في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «من المهم أن يجد الرئيس زيلينسكي سبيلا لاستعادة علاقته بالرئيس الأميركي وفريق القيادة الأميركية البارزة».
ووصف الجدال الذي شهده المكتب البيضاوي في البيت الأبيض أثناء زيارة زيلينسكي لواشنطن أمس بأنه «مؤسف». وأفاد بأنه تحدث مرتين مع الرئيس الأوكراني منذ ذلك الحين.
وبذل روته، الذي سيحضر قمة للقادة الأوروبيين في وجود زيلينسكي بشأن أوكرانيا في لندن غدا الأحد، جهدا كبيرا لتبديد الشكوك حول نيات الولايات المتحدة.
وقال إن أوكرانيا وحلفاءها «يجب أن يقدروا أن الرئيس ترمب قدم الكثير حتى الآن من أجل أوكرانيا».
«الهدوء والاحترام»
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيريه الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام» عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض التي أثارت مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الملف الأوكراني وحدوث قطيعة مع حلفائها الأوروبيين.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون تحدث إلى كل من زيلينسكي وترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته.
وقال الرئيس الفرنسي لصحيفة «لا تريبون ديمانش» الأسبوعية وعدة صحف أخرى تصدر الأحد، «أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة إلى الهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكن من المضي قدما بشكل ملموس لأن ما هو على المحك مهم للغاية».
في تلك الأثناء، يستعد زعماء أوروبيون لاجتماع غدا الأحد في لندن بالإضافة إلى قمة خاصة للاتحاد الأوروبي في السادس من مارس/آذار.
طاولة المفاوضات
دعا الرئيس البولندي أندريه دودا نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وقال دودا في تصريحات بوارسو إنه ليست هناك قوة أخرى سوى الولايات المتحدة يمكنها أن توقف «العدوان الروسي».
وأضاف دودا أن «فولوديمير زيلينسكي يجب أن يعود إلى الطاولة... ويتفاوض بهدوء بشأن حل يجعل أوكرانيا آمنة»، مشيرا إلى أن وارسو ستدعمه في هذا الجهد.
بدوره، أعرب زيلينسكي، اليوم السبت، عن قناعته بأن دعم دونالد ترمب «حيوي» لأوكرانيا، رغم المشادة الحادة مع نظيره الأميركي في البيت الأبيض في اليوم السابق.
واتهم ترمب نظيره الأوكراني، أمس بعدم «الامتنان» للمساعدات العسكرية الأميركية، وقال في وقت لاحق إنه «أظهر عدم احترام للولايات المتحدة الأميركية في مكتبها البيضوي».
دعم ترمب
وأورد زيلينسكي في منشور على منصة إكس «من الحيوي بالنسبة لنا أن نحظى بدعم الرئيس ترمب. إنه يريد إنهاء الحرب، لكن لا أحد يريد السلام أكثر منا».
وكان من المقرر أن يوقع خلال الزيارة اتفاقا بشأن الاستغلال المشترك للمعادن مع واشنطن، لكن مسؤولين في إدارة ترمب طلبوا منه المغادرة بعد المشادة، حسبما ذكرت وسائل إعلام أميركية.
وقال زيلينسكي السبت «نحن مستعدون للتوقيع على اتفاق المعادن، وستكون الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية».
وسارع الزعماء والسياسيون الأوروبيون إلى الدفاع عن زيلينسكي بعد المشادة، فيما وصل الرئيس الأوكراني إلى لندن السبت لإجراء محادثات.
واقترحت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد كايا كالاس أن تتعهد دول التكتل تقديم أسلحة جديدة في أقرب وقت، تشمل صواريخ وأنظمة دفاع مضادة للطائرات وقذائف مدفعية.
وقدم الأوروبيون بالفعل نحو 134 مليار يورو من المساعدات لأوكرانيا، تشمل أقل بقليل من 50 مليار يورو من الدعم العسكري.