هل نجح وزراء الخارجية في تحقيق توافق عربي على خُطة مصر بشأن غزة؟

تنطلق في القاهرة  اليوم الثلاثاء قمةٌ عربية طارئة دعت إليها مصر في ظل ظروف معقدة يعيشها قطاع غزة، وسط إصرار أميركي إسرائيلي على تهجير الفلسطينيين وتلويح إسرائيلي بالعودة إلى الحرب مع توقف 

ففي القاهرة التأمت اليوم اجتماعات وزراء الخارجية العربية التمهيدية للقمة العربية المقررة غدا، لمناقشة خُطة إعادة إعمار غزة.

وعقد الوزراء اجتماعا تحضيريا وتشاوريا مغلقا لمناقشة الخُطة العربية لإعادة الإعمار دون تهجير السكان البالغِ عددُهم مليونين وأربعَمئة ألف نسمة. 


وعلى هامش الاجتماعات، عقد وزير الخارجية المصري لقاءات مع عدد من نظرائه العرب؛ من الأردن والعراق واليمن وموريتانيا والبحرين، أكدت جميعها الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وظهر اليوم، وصل رئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى القاهرة للمشاركة في فعاليات القمة؛ حيث يرافقه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيسُ الوزراء، وزيرُ الخارجية محمد مصطفى.

كان وزراء الخارجية العرب قد أكدوا في آخر اجتماع لهم الشهر الماضي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في غزة، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

حول هذا الموضوع يتحدث لبرنامج «مدار الغد» من القاهرة د. محمد عز العرب خبير الشؤون الإقليمية والعربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية ومن رام الله أشرف العجرمي الوزير الفلسطيني السابق.

محمد عز العرب: تعنت إسرائيل هو أكبر تحدٍّ يواجه خطة مصر لإعادة إعمار غزة

من جانبه، قال محمد عز العرب خبير الشؤون الإقليمية والعربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إنه لا يمكن توقع أي رد فعل من جانب إدارة دونالد ترمب، وبالتالي نتيجة ذلك حالة غموض وضباب.

وأشار إلى أن التصريحات الأخيرة لترمب حدث تراجع نسبي عن الاهتمام بها أو الضغط من أجل إنفاذها وإقرارها لا سيما بعد تصريح  ترمب، «فوجئت برد فعل لكل من مصر والأردن وعلى الرغم من أهميتها إلا أنني لن أضغط لإنفاذها».

وأوضح  أن هذا التصريح من ترمب يشير إلى عدم الضغط الأميركي المتزايد وفق ما طرحه في تصريحاته الأخيرة وأن الخطة وفق ما تم الإعلان على الخطوط العامة بشأنها سواء فيما يرتبط بمراحلها أو يرتبط بالتكلفة المالية التي سوف تتكفلها إعادة الإعمار هي قريبة من النسبة التي سبق أن قدرتها الأمم المتحدة وهي 53 مليار دولار.

وأضاف: «علاوة على ذلك، محاولة حشد دعم دولي بحيث لا تقتصر على الدعم العربي بل تكون هناك أطراف أخرى مشاركة فيها وعبر تحالف من شركات دولية متعددة الجنسيات عابرة للقارات مهتمة بعملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار والبناء على أسس جديدة مع بقاء الفلسطينيين».

وأشار عز العرب إلى أن هناك بعدين، البعد الخاص بعدم التمسك الأميركي بممارسة الضغوط وهذا واضح من أنه في الوقت الذي اجتمعت فيه قادة الدول العربية في العاصمة السعودية، كان تصريح الرئيس الأميركي بما قاله وعدم رغبته في الضغط أو التنفيذ لخطته بشأن غزة.

وقال إن النقطة البالغة الأهمية هي أن هناك بديل آخر وهذا هو الخيار الذي يمكن أن نخاطب به كدول عربية الأخرين، سواء الولايات المتحدة أو أوروبا أو أي طرف آخر، لأن ليس من المهم أن ترفض خطة ترمب ولكن أن المهم أن تقدم البديل، والبديل هنا هو من وجهة نظري محكم ويقدم تجربة لإعادة إعمار وفق خطة مرحلية.

أشرف العجرمي: مصر تسعى لإنقاذ الوضع الفلسطيني بخطة إعادة إعمار غزة

بدوره، قال أشرف العجرمي الوزير الفلسطيني السابق، إن مصر تحاول إنقاذ الوضع الفلسطيني، ومن وجهة نظري، يجب أن يذهب الفلسطينيون إلى التوافق الكامل مع الشقيقة مصر ومع كل الدول العربية في إطار خطة عربية واحدة لأن الحديث لا يدور عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكله المعتاد قبل السابع من أكتوبر».

وأضاف: «نحن نتحدث عن نكبة جديدة حلت بالشعب الفلسطيني ونكبة قادمة أكبر إذا ما تم تطبيق خطه التهجير الجماعي التي كانت إسرائيل تتبناها في السابق والآن تتبناها الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي حظوظ نجاح هذه الخطة باتت أعلى من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه لو كان صاحب قرار كان سيذهب باتجاه مثل هذه الخطة المصرية بشأن غزة لأنها خطة ترد على المشروع الإسرائيلي، مشروع الترانسفير ومشروع الضم الذي يجري على قدم وساق في الضفة الغربية وأيضا هي ترد على مشروع دونالد ترمب الذي يريد تهجير الفلسطينين وتحويل قطاع غزة إلى ريفيرا وما شابه والأفكار الجنونية التي يطرحها.

وتابع العجرمي: «إننا في وضع يتعرض فيه الأمن القومي العربي كله إلى خطر، عملية تهجير الفلسطينيين لن تمس الفلسطينيين وحدهم، ولكن ستمس العالم العربي، وبالتالي هناك فرصة جيدة بإن يتم توحيد الموقف العربي والفلسطيني في إطاره والحصول على دعم دولي كبير في إطار التحالف الدولي أو العالمي من أجل تطبيق حل الدولتين حتى لو عارضت إسرائيل وعارضت الولايات المتحدة الأميركية.