عن عائشة ـ رضي الله عنهاـ أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد المئزر".
رمضان كله مدرسة إيمانية مفعمة بالسمو الروحاني، لأن الصائمين فيه يتشبهون بالملائكة في هجر ملذات الدنيا، ويقبلون على العبادة، تساعدهم قدسية الشهر، والقلوب العامرة بالإيمان بالله، على أن يحصلوا على الجائزة الكبرى في آخر الشهر، الذي أوله مغفرة ووسطه رحمة، وآخره عتق من النار.
العشر الأواخر من الشهر الفضيل؛ يقول أهل العلم إنها مظنة لليلة القدر، التي وصفها الله بأنها "خير من ألف شهر ... فمرحى لمن صادفها حيث ستكتب له أجور عبادة 84 عاما .
أيّ منا لا يودّ أن يوفقه الله لمصادفة هذه اللبلة المباركة .
لقد اتفق العلماء على أن رمضان خير الشهور، وعلى أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه؛ وبالإجماع فليلة القدر هي أفضل العشر بل أفضل ليلة في الوجود.
ومن أهم أعمال البر التي ينبغي الحرص عليها في العشر الأواخر:
1- قيام الليل مع إطالته قدر الاستطاعة؛ تحرّيا لليلة القدر التي هي أعظم ليالي العام؛
2- تلاوة القرآن: فرمضان هو شهر القرآن والإكثارِ من قراءته بتدبر وخشوع، فـ"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان"
3- الاعتكاف: وهو من أجلّ أعمال البر في العشر الأواخر، و"النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتّى توفّاه اللّه.
4- الحرص على ترديد الدعاء المأثور في حديث عائشة -رضي الله عنها-: "قالت: قلت: يا رسول اللّه أرأيت إن علمت أيّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي".
5- الدعاء: فالدعاء عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من الناس، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ". وقال عليه الصلاة والسلام: "إنّ في اللّيل لساعةً لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله خيرًا من أمر الدّنيا والآخرة إلّا أعطاه إيّاه، وذلك كلّ ليلةٍ". رواه مسلم
6- الإنفاق في سبيل الله: فالإكثار من الصدقة مستحب في رمضان عامة، وفي العشر الأواخر منه خاصة.
7- إعانة الأهل على العبادة والطاعة، وتشجيعهم عليها.
ختاما: مدرسة الصوم أزفت نهايتها هذا العام، فعلينا أن نغتنم الفرصة ونراجع أنفسنا، ونجتهد في الطاعات علنا نظفر بالجائزة الكبرى كما ورد في الحديث :" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه".
كلمة الجديد.. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"