وزيرتهُم التائبة ووزراؤُنا المذنبون ــ رأي الجديد نيوز

جُو هِلينْ وزيرة في الحكومة الأسترالية، أسالت الكثير من الحبر، وفقدت حقيبتها الوزارية، بعد أن شعرت بالذنب وقدمت استقالتها..

 جرمها الكبير الذي لا يغتفر، أنها استخدمت سيارتها الحكومية في رحلة خاصة غير بعيدة من مكان إقامتها، تلك الرحلة القريبة اضطرت الوزيرة إلى ثلاثة لا مناص منها: الاعتذار العلني ودفع التكلفة والحرمان مستقبلا من تقلد المناصب.

 

تُبرز هذه الحادثة أهمية الشفافية في الدول المتحضرة، ومحاربة أبسط أنواع الفساد  ومعاقبة الضالعين فيه بلارحمة ولا شفقة.

 

  أمر دفعني إلى المقارنة بين وزيرتهم ووزرائنا.. الوزير عندنا  بل المسؤول بشكل عام كلما أوغل في الفساد تزداد حظوظه في الترقية، ويعاد تدويره في كل حكومة ليشغل منصبا جديدا يتاح له من خلاله مواصلة هدم الدولة وبناء جيبه.

 

المنصب في عُرفنا بقرة حلوب وباب رزق مشرع لا يضيع الثراء منه إلا المحرومون، وذلك ما تسبب في ظواهر مشينة كـ" البطالة المزمنة والفساد والرشوة.. في معظم المؤسسات والوزارات.

 

ولم تستطع كل الحكومات المتعاقبة "ولا أحاشي من الأقوام من أحد" رغم الجعجعة الفارغة، لجم المفسدين عن المال العام والصفقات تحت الطاولة.

 

ختاما: الشعب يتساءل، متى سيأتي اليوم الذي يعتذر فيه من تقلدوا المناصب السامية واستغلوها لمصالحهم الضيقة ولجيوبهم المنتفخة؟

ومتى ستجبر الحكومة المسؤولين الفاسدين على الاعتذار ومصادرة ممتلكاتهم وحرمانهم من بريق المناصب.

لعل ذلك قريب، فالظلام الدامس الذي نتخبط فيه، ربما يكون دليلا على قرب انبلاج الفجر.

كلمة الجديد .. زاوية يومية يكتبها "تحرير الموقع"