قال الموظف بقنصلية موريتانيا بـ"جدة" محمد ولد سيدي محمد في مقطع صوتي متداول، إنه ممتعض من استقبال الفوج الثاني من حجاج بلادنا بكلب بوليسي لفحص أمتعتهم.
وأعرب عن استغرابه من هذا المشهد، الذي لم يمر عليه مثله طيلة ثلاثة عقود من عمله بالقنصلية الموريتانية بعروس البحر الأحمر مدينة (جدة)
المقطع الصوتي نشره موقع "وكالة الأخبار المستقلة" ونال الكثير من التفاعل على صفحات التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنه إجراء عادي في مختلف مطارات العالم ومعابره البرية.
إلا أن الأمر الذي لفت انتباهي أكثر بعيدا عما أثاره "الكلب العجوز" من لغط ، هو هذا الموظف المحظوظ الذي عمل بهذه القنصلية مدة 30 عاما، وحج واعتمر طوال تلك الفترة، واحتشدت التساؤلات أمام ناظري، كيف استطاع أن يبقى متمسكا بمنصبه في القنصلية عقودا دون أن تطاله مراسيم مجلس الوزراء الذي يجتمع أسبوعيا.
ماهو المجنُّ الذي كان يتمترس به هذا الموظف،هل هو قبلي أم جهوي، أم أن السلطات السعودية كانت راضية عليه ولم يتسلل الجفاء للعلاقة رغم المدة الطويلة؟؟
إذا كانت حكومتنا الموقرة جادة في محاربة الفساد، فهذا مظهر من مظاهره الفجّة، وربما يكون "الكلب البوليسي" الذي استقبل الحجاج فأل خير على موظف في الخارجية لم تشفع له الكفاءة ولا السند القبلي ولا التوجه السياسي، ورماه حظه العاثرفي دولة هامشية بعيدا عما كان يحلم به.
ختاما: يجب على حكومتنا الموقرة، التي تعلن بين الفينة والأخرى مضيها في محاربة الفساد بشتى مظاهر، أن تستدعي هذا الموظف لمهام أخرى، قبل أن يتقاعد، فما بعد الثلاثين من الخدمة إلا الإحالة للمعاش.