أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن سلاح الحزب هو قوة للبنان، مشددا على أن الحزب لن يقبل بتسليم السلاح ولا أن يكون «ملحقا لإسرائيل» على حد تعبيره.
وأضاف في كلمة له بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال القيادي الكبير بالحزب فؤاد شكر، أن هذا السلاح ليس موجها للداخل إنما لمواجهة اسرائيل، معتبرا أن من يطالب بتسليم سلاح الحزب في هذا التوقيت ، فهو يعني تسليم السلاح لاسرائيل.
وأضاف قاسم «نحن في موقع دفاعي ولا حدود لهذا الدفاع عندنا حنى لو أدى إلى ارتقاء شهداء»، مشددا على أن الأولوية ليست قضية السلاح إنما إعادة الإعمار ووقف العدوان الإسرائيلي والانتهاكات.
ودعا الأمين العام لحزب الله الدولة اللبنانية لأن تصبح أكثر حزما في وقف العدوان وإعادة الإعمار مشددا على أن حزب الله يعمل لتقوية هذه الدولة، وأضاف أن الدولة يجب أن تقوم بواجباتها لوقف العدوان بأي وسيلة كانت ولا يمكنها أن تقول للمواطنين أنا لا أستطيع أن أحميكم.
رفض الابتزاز الأميركي
وقال قاسم « أوقفوا العدوان والاعتداءات وحرروا الأسرى» وبعدها يكون حديث آخر، مؤكدًا أن الخطر الداهم هو العدوان الإسرائيلي الذي يجب أن يتوقف والذي يجب أن يوجه الخطاب السياسي نحوه لا للتسليم.
وطالب الأمين العام للحزب الدولة اللبنانية بأن تقوم بواجبها لإعادة الإعمار ولو كانت أميركا تمنعها وتضغط على الدول العربية من أجل عدم التموسل، مشددا أنه على الدولة إيجاد أي وسيلة ولو من موازنتها لأن الإعمار عملية مربحة تعيد إنعاش العجلة الاقتصادية.
قنبلة موقوتة
وتحولت أزمة سلاح حزب الله إلى قنبلة موقوتة في الداخل اللبناني وبدرجة ما في الإقليم، بما قد تسببه عدم استجابة الحزب للمطلب الأميركي الإسرائيلي لنزع سلاحه من تفجر الصراع مع إسرائيل مجددا بعد اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي الذي تم برعاية أميركية فرنسية.
وأعطت إسرائيل الحزب الذريعة للتشبث بسلاحه، وذلك بفعل عدم التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، واحتلالها لخمسة مواقع بالجنوب اللبناني وفق سياستها المعتادة، بجانب الخروقات اليومية التي تنفذها واغتيالها للعشرات منذ وقف القتال، ما أعطى الحزب الحجة لرفض تسليم السلاح.
وهذه المرة الثانية خلال شهر التي يقول فيها قاسم إن الحزب لن يسلم السلاح، حيث قال قبل عدة أسابيه إن الحزب «لن يسلم سلاحه لإسرائيل».
خارطة طريق أميركية
وتجري واشنطن وبيروت محادثات منذ نحو ستة أسابيع بشأن خارطة طريق أميركية لنزع سلاح حزب الله بالكامل مقابل إنهاء إسرائيل غاراتها وسحب قواتها من خمسة مواقع في جنوب لبنان.
وتضمن الاقتراح الأصلي شرطا بأن تصدر الحكومة اللبنانية قرارا وزاريا يتعهد بنزع سلاح حزب الله.
وقف الغارات
كما أبلغ حزب الله المسؤولين اللبنانيين بأن على إسرائيل أن تتخذ الخطوة الأولى بسحب قواتها ووقف غارات الطائرات المسيرة على أعضاء الحزب ومستودعات الأسلحة التابعة لها.
وذكرت أربعة من المصادر أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله الرئيسي، طلب من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل ضرباتها كخطوة أولى من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه العام الماضي وأنهى قتالا دام شهورا بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت المصادر الأربعة إن إسرائيل رفضت اقتراح بري قبل أيام قليلة. ولم يرد أي رد بعد من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على أسئلة من رويترز بهذا الشأن.
ضغوط واشنطن
وأمس الثلاثاء، قالت خمسة مصادر مطلعة لرويترز إن واشنطن تكثف الضغط على بيروت للإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلزمه بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات بخصوص وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وذكرت المصادر، وهم مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان ومصدر لبناني مطلع، أنه إذا لم يقدم الوزراء اللبنانيون التزاما علنيا فإن الولايات المتحدة لن ترسل المبعوث الأميركي توماس برّاك إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين ولن تضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية أو سحب قواتها من جنوب لبنان.