زيلينسيكي يدعو العالم إلى التحرك «لتغيير النظام» في روسيا

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، أن على العالم الضغط من أجل «تغيير النظام» في روسيا، مشيرا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواصل زعزعة استقرار جيران بلاده في حال لم يحصل ذلك.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور 50 عاما على توقيع «اتفاقية هلسنكي» بشأن احترام الحدود وسلامة الأراضي «أرى أنه من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب. بدأتها ويمكن دفعها لإنهائها، لكن ما لم يهدف العالم إلى تغيير النظام في روسيا، يعني ذلك أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب».

ودعا الرئيس الأوكراني إلى مصادرة أصول روسيا المالية وعدم الاكتفاء بتجميدها كما هي الحال راهنا، بعد آخر ضربة قاتلة نفّذتها موسكو على كييف.

وقال زيلينسكي في خطاب عبر الإنترنت ألقاه أثناء مؤتمر في هلسنكي «علينا إيقاف آلة الحرب الروسية بالكامل.. ووضع كل الأصول الروسية المجمّدة بما في ذلك الثروات المسروقة نتيجة الفساد للعمل على الدفاع في مواجهة العدوان الروسي. حان وقت مصادرة الأصول الروسية، وليس تجميدها فحسب، بل مصادرتها واستخدامها لخدمة السلام، لا الحرب».

مقتل 8 في كييف

وعلى ساحة المواجهات العسكرية بين البلدين، طالت الضربات الصاروخية الروسية وبالطيران المسيّر صباح اليوم الخميس 27 موقعا في كييف على الأقل، وفق مسؤولي المدينة.

وقتل 8 أشخاص على الأقل في ضربات روسية على كييف حسبما أعلن مسؤولون، اليوم الخميس، في وقت قالت موسكو إنها سيطرت على مدينة تعد مركزا عسكريا مهما للجيش الأوكراني في شرق البلاد الأمر الذي نفاه الجيش الأوكراني.

واعتبر الرئيس زيلينسكي الهجمات الأخيرة بمثابة «مشهد إجرامي».

وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي «شهد العالم اليوم مجددا رد روسيا على رغبتنا بالسلام التي تشاركنا فيها الولايات المتحدة وأوروبا. مشهد إجرامي آخر. لهذا السبب، السلام بدون قوة مستحيل».

وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاشنكو في منشور على تليغرام «انتشلت جثة من تحت أنقاض مدخل منزل دُمر بصاروخ روسي في حي سفياتوشينسكي، مما يرفع حصيلة الضحايا لثمانية»، بينما أكد تكاتشينكو بأن عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض لا تزال مستمرة».

وكتب وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا عبر منصة إكس «إنه صباح فظيع في كييف. الضربات الروسية الوحشية الروسية دمرت مباني سكنية بأكملها وألحقت أضرارا بمدارس ومستشفيات. قتل وجرح مدنيون. لا يزال هناك أشخاص تحت الركام».

ويأتي الهجوم الروسي الأخير في أوكرانيا بينما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين عشرة أيام لوقف غزوه لأوكرانيا الذي دخل عامه الرابع، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة صارمة.

روسيا تواصل تقدمها

وأعلن الجيش الروسي، اليوم الخميس، سيطرته على مدينة تشاسيف يار وهي مركز مهم للجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن القوات الروسية «حررت» تلك البلدة.

لكن الجيش الأوكراني نفى أن تكون روسيا استولت على تشاسيف يار على ما أعلن متحدث باسم وحدة تقاتل في تلك المنطقة لوكالة فرانس برس.

وقال المتحدث باسم «مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا»، فيكتور تريغوبوف، «أنصح دائما بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدرا للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ».

وتواصل روسيا التي باشرت غزوها لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، تقدمها على الأرض.

ودعا وزير الخارجية الأوكراني المجتمع الدولي لممارسة أقصى الضغوط على موسكو لإنهاء الحرب.

وكتب وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا،على إكس «الرئيس ترمب كان سخيا جدا وصبورا جدا مع بوتين محاولا إيجاد حل».

وأضاف أن بوتين «لا يأبه لأي محاولة لإنهاء عمليات القتل. يسعى فقط إلى التدمير والقتل. لأن وجود مجرم الحرب هذا مرتبط بهذه الحرب العبثية التي لا يمكنه الانتصار فيها لكنه يرفض إنهاءها. يجب ان يواجه العدالة».

وأكد «حان الوقت لجعله يشعر بالألم وبعواقب خياراته. حان الوقت لممارسة ضغوط قصوى على موسكو. يجب تنسيق كل العقوبات. حان وقت فرض السلام عبر القوة».

ويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر/ أيلول 2022 فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

وتطالب موسكو أيضا بتخلي أوكرانيا عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). إلا ان المسؤولين الأوكرانيين يرفضون ذلك بشكل قاطع.

في المقابل تطالب أوكرانيا بانسحاب كامل للجيش الروسي الذي يحتل 20% تقريبا من أراضيها.

المصدرأ ف ب