لمقاومة المجاعة.. نازح يزرع أرضًا صغيرة في غزة لإطعام أطفاله

لجأ النازح الفلسطيني إبراهيم أبو جبل، في قطاع غزة الذي دمرته الحرب، إلى زراعة الأرض ليتمكن هو وأطفاله التسعة من البقاء على قيد الحياة في ظل شُح المواد الغذائية.

وفي خيمته بمدينة غزة، ضمن منطقة خيام النازحين، استصلح أبو جبل قطعة أرض لا تزيد مساحتها عن 120 مترًا مربعًا، وزرعها بالخضر مثل الطماطم والخيار والبصل والفلفل الحار. ويقول لوكالة «فرانس برس» بعدما انتهى من تقليب التراب: «هذا قوتنا اليومي، من خضراواتنا... الجسم يحتاج إلى حبة طماطم، حبة خيار».

ويضيف: «المنتجات غالية وغير متوافرة، وإن توافرت لا يوجد نقود لنشتريها»، موضحًا أن الحرب دفعته للعودة إلى مهنته الأصلية كمزارع. ويتابع: «عدت للزراعة حتى أعيش أنا وأطفالي ليوم آخر»، مشيرًا إلى أنه يجفف بذور الطماطم ويزرعها في علب معدنية قبل نقلها إلى الأرض، بسبب ارتفاع أسعار البذور.

ويواجه أبو جبل صعوبات إضافية تشمل ارتفاع أسعار مواد الرش والأسمدة، ونقصًا في المياه، إذ يحصل عليها من صنبور قريب تصل إليه المياه ساعة في اليوم «وأحيانًا لا تأتي»، ما يضطره لتجميع المياه وإعادة تدوير المستخدمة منها في غسل الصحون أو الملابس لري الأرض.

خطر المجاعة

تتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لفتح معابر غزة أمام مزيد من المساعدات، بعد تحذيرات الأمم المتحدة ووكالات إنسانية من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة.

وفرضت إسرائيل حصارًا مطبقًا على القطاع منذ 2 آذار/مارس الماضي، ما تسبب بأزمة إنسانية خانقة. ورغم سماحها الأسبوع الماضي بدخول عدد محدود من الشاحنات، لا تزال الكميات دون الحاجة اليومية المقدرة بنحو 600 شاحنة.

ووفق منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، فإن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية في غزة لا تزال صالحة للاستخدام، بعدما كان القطاع الزراعي يمثل 10% من اقتصاد غزة، ويؤمّن الدعم المباشر لأكثر من 560 ألف شخص.

وقال المدير العام للفاو، شو دونيو، في بيان: «الناس يموتون جوعًا ليس لأن الطعام غير متوافر، ولكن لأن الوصول محظور، وأنظمة الغذاء المحلية انهارت».

وفي ظل ندرة المساعدات، يضطر الأهالي للحاق بالشاحنات وسط فوضى، وقد استُشهد 20 فلسطينيًا الأربعاء جراء انقلاب شاحنة مساعدات قرب مخيم النصيرات وسط القطاع، بحسب الدفاع المدني.

وسبق أن سمحت إسرائيل في أيار/مايو بدخول كميات محدودة من الطعام عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» التي تمولها واشنطن، وترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها. ووفق الأمم المتحدة، استُشهد أكثر من ألف فلسطيني خلال توزيع المساعدات، فيما قالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن العدد بلغ 1706 شهداء.

ويقول أبو جبل، الذي أصيبت ابنته (9 سنوات) بجروح في رأسها قرب نقطة توزيع خيرية: «المساعدات الأميركية لا تسد جوع الناس ولا تسد جوع طفل... من لديه تسعة أطفال مثلي، بماذا سيساعده صندوق مساعدات؟».

تصعيد جديد وعدد الشهداء يتجاوز 61 ألفًا

استُشهد أكثر من 50 فلسطينيًا جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، وفق مراسل «الغد»، بينهم 22 في جنوب القطاع، و23 في مدينة غزة وشمالها، و5 في وسط القطاع.

وارتفعت الحصيلة الإجمالية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 61,258 شهيدًا و152,045 إصابة، بحسب وزارة الصحة. ومنذ 18 آذار/مارس 2025 حتى اليوم، بلغ عدد الشهداء 9,752، والإصابات 40,004.

وأعلنت الوزارة تسجيل 4 وفيات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع عدد ضحايا الجوع إلى 197 شهيدًا، بينهم 96 طفلًا.