ما هي إلا أيام قليلة وتنطلق قمة القوى العظمى بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتن في ولاية آلاسكا التي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن الأراضي الروسية.
البند الأول والأهم على أجندة هذه القمة المرتقبة في الخامس عشر من أغسطس/ آب الحالي، هو وقف الحرب في أوكرانيا، ولكن على حساب من؟ ومقابل ماذا؟ ومن يدفع الكلفة الأكبر؟
وسائل إعلام غربية تحدثت عن خطة وضعها بوتين بين يدي ستيف ويتكوف مبعوث ترمب تتضمن وقف إطلاق النار مقابل انسحاب أوكراني مما تبقى من أراضي تسيطر عليها كييف في إقليم دونباس.
لكن هل تخسر كييف دونباس وحده؟ أم جزيرة القرم وخيرسون وزاباروجيا أيضا؟ وإذا انضم الرئيس الأوكراني لقمة بوتين - ترمب، هل سيكون مضطرا إلى القبول بقضم جزء من أراضيه كي ينقذ ما تبقى منها؟ وهل يوافق الناتو والتكتل الأوروبي على تسوية تنضوي على مزيد من التوغل؟ وإلى أي مدى سيكون بوتين مستعدا للظهور أمام الرأي العام الروسي بمظهر المنسحب من أراض لطال قال إن لروسيا فيها حقا تاريخيا؟
حول هذا الموضوع، دارت نقاشات الجزء الرابع من حلقة اليوم الأحد ببرنامج «مدار الغد»، وفيه تحدث من موسكو، الباحث في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، ومن كييف، الأكاديمي والخبير في الشؤون الأوكرانية ورئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية، الدكتور محمد فرج الله.
قمة ترمب وبوتين.. هل تخشى أوكرانيا من سلام يقر بمكتسبات روسيا من الحرب؟
بوتين وترمب «وجهًا لوجه» في لقاء مصيري.. فما خطوط روسيا الحمراء؟
لقاء مرتقب بين ترمب وبوتين
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الجمعة، على منصة «تروث سوشيال» أنه سيلتقي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في 15 أغسطس/آب في ولاية ألاسكا.
ولفتت صحيفة «وول ستريت جورنال» في الوقت نفسه أن بوتين قدم للإدارة الأميركية هذا الأسبوع اقتراحا شاملا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، والذي يطالب في إطاره كييف بتنازلات إقليمية كبيرة.
أكد كبير مستشاري الكرملين، يوري أوشاكوف، أن الزعيمين سيلتقيان يوم الجمعة المقبل في ألاسكا، مضيفًا أن موسكو دعت ترمب لزيارة روسيا بعد القمة المرتقبة.
وقال أوشاكوف: «سيركز الرئيسان على مناقشة إمكانيات التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للأزمة الأوكرانية، وستُكرّس واشنطن وموسكو جهودهما للتحضير المكثف للجوانب العملية والسياسية لقمة ألاسكا».
وأعلن ترمب عن القمة في ألاسكا بعد أن صرّح الليلة الماضية بأن روسيا وأوكرانيا على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يُنهي الحرب الدائرة بينهما منذ ثلاث سنوات ونصف، والذي قد يُطلب بموجبه من أوكرانيا، كما ذُكر، التنازل عن أراضٍ كبيرة.
وصرح ترمب للصحفيين في البيت الأبيض: «سيكون هناك تبادل للأراضي لصالح كليهما».
قتال عنيف
ويدور قتال عنيف على خط المواجهة الذي يمتد لأكثر من 1000 كيلومتر في شرق وجنوب أوكرانيا حيث تُحكم القوات الروسية قبضتها على نحو خُمس أراضي البلاد.
ويقول محللون عسكريون أوكرانيون إن القوات الروسية تتقدم ببطء في شرق أوكرانيا وإن هجومها هذا الصيف لم يحقق حتى الآن تقدما يذكر.
ولا يزال الأوكرانيون صامدين.
وقالت أوليسيا بيتريتسكا، البالغة من العمر 51 عامًا، لرويترز، بينما تشير إلى مئات الأعلام الأوكرانية الصغيرة المرفوعة بالساحة المركزية في كييف تخليدًا لذكرى مقتل الجنود: «لن يقبل أي عسكري بالتنازل عن أراض أو سحب قوات من الأراضي الأوكرانية».
