رحبت جمهورية مصر العربية، الإثنين، بإعلان رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، واصفة الخطوة بأنها «تاريخية» وتسهم في دعم واستعادة الحقوق الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير، وتجسيد دولة مستقلة متصلة الأراضي على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكدت مصر في بيان نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية، أن القرار الأسترالي، إلى جانب قرارات مماثلة من دول أخرى في الفترة الأخيرة، يمثل خطوة محورية نحو إرساء سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط، ويعكس تنامي الالتفاف الدولي حول الشعب الفلسطيني ودعمه لقضيته العادلة، ورفض السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، بما فيها سياسة التجويع والتوسع في العمليات العسكرية في قطاع غزة، التي «تؤجج مشاعر الكراهية وتغذي التطرف وعدم الاستقرار في المنطقة».
وثمّنت القاهرة الحراك الدولي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعت الدول التي لم تقدم على هذه الخطوة إلى الإسراع في اتخاذها «انتصارًا للإنسانية والعدالة». كما جددت دعوتها للمجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهود الجادة والفعالة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين، بما يضع حدًا لمعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، ويضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
يذكر أن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، أعلن أنّ بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر.
وقال للصحافيين: «السلام لا يمكن أن يكون إلا مؤقتًا حتى تتحقق نهائية الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية»، مضيفًا: «ستعترف أستراليا بحق الشعب الفلسطيني في دولة خاصة به».
وأعلنت دول عدة، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا، عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية منذ أن بدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة قبل نحو عامين، ردًا على هجمات حركة حماس.
وأضاف ألبانيزي أنّه تلقّى تأكيدات من السلطة الفلسطينية بأنه «لن يكون هناك دور لإرهابيي حماس في أي دولة فلسطينية مستقبلية».
وأكد «أن هناك فرصة سانحة هنا، وستعمل أستراليا مع المجتمع الدولي لاغتنامها».
وشهدت الساحة الدولية موجة متصاعدة من التحركات الأوروبية والغربية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تعكس تحوّلًا ملحوظًا في مواقف بعض العواصم الكبرى.
فقد أعلنت فرنسا، وبريطانيا، وكندا، ومالطا عزمها المضي في الاعتراف رسميًا بفلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، فيما انضمت أستراليا إلى هذا المسار، مؤكدة دعمها لحل الدولتين بشرط استبعاد حركة حماس من أي حكومة مستقبلية.
في المقابل، ردّت إسرائيل بغضب على هذه التحركات، إذ وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرارات الاعتراف بأنها «مخزية» وتشكل «مكافأة للإرهاب»، معتبرًا أنها تمنح شرعية لحركة حماس وتضعف الجهود الأمنية الإسرائيلية.
وحذّرت الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية من أن هذه الاعترافات قد تُقوّض فرص التوصل إلى تسوية تفاوضية بشروط تضمن الأمن لإسرائيل، كما قد تحد من نفوذ الولايات المتحدة في الوساطة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الإقليمي.