أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الاثنين، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 238 منذ بداية الحرب على القطاع، عقب استشهاد الصحفي محمد الخالدي، الذي يعمل مع منصة «ساحات»، ليلتحق بزملائه الخمسة الذين قضوا في قصف إسرائيلي استهدف خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وأوضح البيان أن الخالدي هو الشهيد السادس في المجزرة التي وقعت أمس، وراح ضحيتها أيضًا: المراسل أنس الشريف، والمراسل محمد قريقع، والمصور إبراهيم ظاهر، والمصور مؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل، وجميعهم قضوا جراء قصف مباشر لمكان تجمعهم بمحيط المستشفى.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي «بأشد العبارات» ما وصفه بالاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين، محملًا إسرائيل، والإدارة الأمريكية، وعددًا من الدول الغربية بينها المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه «الجرائم». ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والمنظمات الدولية ذات الصلة إلى إدانة تلك الهجمات، وملاحقة مرتكبيها في المحاكم الدولية، والعمل على وقف الحرب وحماية الصحفيين.
اعترف الجيش الإسرائيلي باغتيال صحفي الجزيرة أنس الشريف في غارة جوية على مدينة غزة الأحد، بزعم أنه يقود خلية تابعة لحركة حماس.
وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان أن «أنس الشريف كان قائدا لخلية إرهابية في حركة حماس، وكان مسؤولا عن إطلاق صواريخ على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي».
تحذير أممي
وأدانت جماعات صحفية فلسطينية عملية الاستهداف.
وسبق أن حذرت منظمة معنية بحرية الصحافة وخبيرة في الأمم المتحدة من أن حياة الشريف في خطر بسبب تغطيته الإعلامية من غزة.
وقالت المقررة الخاصة بالأمم المتحدة ايرين خان الشهر الماضي إن مزاعم إسرائيل ضده لا أساس لها من الصحة.
وفي يوليو/ تموز، حثت لجنة حماية الصحفيين المجتمع الدولي على حماية الشريف.
ونعت حركة حماس، الشهداء الذين ارتقوا في الغارة على خيمة الصحفيين في مستشفى الشفاء، وهم: مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل.
صمت دولي
وقالت «كان الشهيد أنس الشريف مثالاً للصحفي الحر الذي وثّق جريمة التجويع وكشف للعالم مشاهد المجاعة التي يفرضها الاحتلال على أهلنا في غزة».
واعتبرت الحركة في بيانها أن الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة، هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، في ظل صمت دولي شجع الاحتلال على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة.
وأضافت أن هديدات متواترة صدرت عن الناطقين العسكريين لجيش الاحتلال، ضد صحفيين فلسطينيين، ومنهم الشهيدان الشريف وقريقع، بهدف ثنيهم عن أداء واجبهم المهني في نقل الحقيقة وصور الإبادة الوحشية في القطاع، لتُترجم هذه التهديدات إلى عملية قتل بشعة تؤكّد السلوك الفاشي لهذا الكيان الإرهابي.
وقالت إن اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقّى منهم، يمهّد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة، بعد إسكات صوتها الإعلامي، ليستفرد بأهلها وينفّذ مجازره بعيداً عن أعين العالم.
واغتال جيش الاحتلال 5 صحفيين في غزة، بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع مراسلا قناة الجزيرة، جراء قصف مباشر استهدف خيمة الصحفيين في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
استهداف متعمد
وقال المكتب الإعلامي إن الجريمة وقعت بعد استهداف مقصود ومتعمد للخيمة، ما أسفر عن استشهاد كل من أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر المصور الصحفي، ومؤمن عليوة المصور الصحفي، ومحمد نوفل مساعد المصور الصحفي، إضافة إلى إصابة عدد من الصحفيين الآخرين.
وأشار البيان إلى أن عدد الشهداء من الصحفيين في قطاع غزة منذ بدء الإبادة الجماعية ارتفع إلى 237.
واعتبر المكتب أن استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية جريمة حرب مكتملة الأركان، تهدف إلى إسكات الحقيقة وطمس جرائم الإبادة، محملاًاالاحتلال، والإدارة الأميركية، والدول المنخرطة في الإبادة، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم الممنهجة.
ودعا البيان الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، والمنظمات الحقوقية الدولية، إلى إدانة هذه الجرائم والتحرك العاجل لتأمين الحماية للصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية في غزة، وضمان محاسبة قادة الاحتلال على انتهاكاتهم ضد حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومات