إسرائيل تحتفي باغتيال رائد سعد وسط توتر بين تل أبيب وواشنطن

أفاد موقع والا الإسرائيلي، اليوم السبت، بتصاعد التوتر بين تل أبيب وواشنطن على وقع عملية اغتيال، رائد سعد، القيادي بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في استهداف لسيارة بمدينة غزة، أسفرت عن 4 شهداء.

ووفق الموقع الإسرائيلي فإن تل أبيب تتعنت في موقفها الرافض للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون تسلم آخر جثة محتجز في القطاع.

احتفاء إسرائيلي 

وعلى صعيد عملية الاغتيال، أبدى وزراء إسرائيليون ترحيبا بنجاح عملية الاغتيال، السبت، كما ورد في بيان مشترك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يسرائيل كاتس.

وأعلن البيان الثنائي، عن اغتيال القيادي البارز في حركة حماس، رائد سعد، موضحا أن العملية جاءت رداً على تفجير عبوة ناسفة بقوة للجيش الإسرائيلي اليوم.

ووصف البيان المشترك القيادي رائد سعد بأنه كان «من مهندسي هجوم 7 أكتوبر»، مشيراً إلى أنه كان يعمل بشكل نشط على «إعادة تنظيم حماس والتخطيط لهجمات ضد إسرائيل». 

وتشير الخلفيات الأمنية الإسرائيلية إلى الأهمية الكبيرة للقيادي رائد سعد داخل الجناح العسكري لحركة حماس.

وبحسب موقع والا الإسرائيلي نقلاً عن مصادر أمنية، يُعتبر سعد حالياً أحد نواب عز الدين الحداد، كما يشغل فعلياً منصب رئيس قسم العمليات ورئيس مقر إنتاج الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات. وشغل سعد سابقاً منصب قائد لواء مدينة غزة، وكان من مؤسسي الجناح العسكري لحماس، وعضواً في المجلس العسكري المحدود للحركة.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه كان مشاركاً في صنع القرار على أعلى مستوى في الجناح العسكري، ويمتلك معلومات استخباراتية واسعة، وكان على دراية تامة ببنية الأنفاق.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد رصد مكافأة مالية قدرها 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، عبر منشورات أُلقيت في قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وكانت محاولة سابقة لاغتياله قد جرت في يونيو/حزيران من العام الماضي، لكنه نجا منها.

الموقف الأميركي 

في تلك الأثناء، فإن من المتوقع أن يصل توم باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا ومبعوث الرئيس دونالد ترمب إلى الساحة السورية، إلى إسرائيل يوم الإثنين المقبل ، حسبما أكد مصدر أميركي لموقع والا. 

ويأتي وصوله في خضم تسارع ملحوظ في المحادثات السياسية والأمنية تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترمب المكونة من 20 بنداً لإنهاء الحرب في غزة، وهي محادثات تجري بعيداً عن الأضواء، لكنها تُثير توترات بين تل أبيب وواشنطن.

وفي خضم ذلك، فإن اغتيال رائد سعد، في عملية لم تُبلغ إسرائيل الأميركيين عنها إلا بعد وقوعها.يعد بمثابة عرقلة الضغوط الأميركية للتحرك سريعًا نحو المرحلة التالية، ريثما يُعاد جثمان المحتجز الإسرائيلي ران غويلي.

في المقابل، تعمل الولايات المتحدة بالفعل مع شركائها في الاتفاق ومع الدول الوسيطة على الخطوات اللاحقة، حتى وإن كانت الإعلانات الرسمية لا تزال متأخرة.

وفي إطار التصعيد الإسرائيلي، رحب وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، بعملية اغتيال القيادي في حركة حماس.

وقال في بيان موجه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، «أهنئ رئيس الوزراء ووزير الجيش بعد القضاء على رائد سعد في غزة».

ودعا بن غفير نتنياهو إلى « العودة إلى القتال في غزة في أسرع وقت ممكن للقضاء على حماس وتحقيق النصر المطلق» -وفق تعبيره-.

في المقابل، أعلنت حركة حماس أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار باستهداف أبناء الشعب الفلسطيني وناشطيه وقياداته.

وأكدت الحركة في بيان لها أن مواصلة جيش الاحتلال جرائمه في قطاع غزة، والتي كان آخرها استهداف سيارة مدنية غربي مدينة غزة؛ «يمثل إمعانا في الخرق الإجرامي للاتفاق».

وقال مراسلنا إن 7 شهداء ارتقوا وأصيب 20 آخرون جراء الاستهدافات الإسرائيلية على مدينة غزة وشمال القطاع منذ صباح اليوم السبت.