الجديد نيوز/ تقرير: محمد ولد أعمر
ينتظر الموريتانيون أن تبحر أول ناقلة غاز في العام المقبل من بلاهم وهي تحمل معها مساوئ وأحزان الفقر، وأن تجلب لهم عائدات الغاز مستقبلا زاهرا يحقق لهم حياة مترفة وسعيدة.
أسئلة كثيرة تطرح حول تصدير الغاز المرتقب وكيفية استخدام عائداته بصورة أمثل تخدم واقع الشعب وتغير حال البلاد نحو الأفضل.
التقرير التالي يناقش آمال الموريتانيين في ظل طفرة الغاز المقبلة.
واقع صعب
يعيش الموريتانيون واقعا صعبا فالبلد يعرف هشاشة في التنمية، وضعفا في البنية التحتية، وهجرة كبيرة في صفوف الشباب، وارتفاعا ملحوظا في نسبة البطالة، حيث تقدرها بعض المصادر بـ 35ـ بالمائة وضعفا في النمو الاقتصادي وقد قدر هذه السنة بـــ 4,3 بالمائة كما أن البلد يعتمد على التوريد ويعاني ضعفا في الحكامة والتسيير (موريتانيا في المرتبة 130 من أصل 180 دولة على مؤشر الفساد/ 2023) كما أن الاقتصاد يعتمد على تصدير المواد الخام دون تصنيع للاستفادة من فرص التشغيل والقيمة المضافة
لغة الأرقام:
ــ سكان موريتانيا 4.5 مليون نسمة
ـــ احتياطات الغاز 110 تريليون قدم مكب
ـــ الإنتاج السنوي المرتقب 2,3 مليون طن سنويا
ـــ العائدات المرتقبة؛ المرحلة الأولى: 100 مليون دولار سنويا، المرحلتان الثانية والثالثة: مليار دولار سنويا.
ـــ عدد الدول المصدرة للغاز في العالم 12 دولة موريتانيا في المرتبة الثالثة إفريقيا بعد نيجيريا والجزائر
ـــ ميزانية موريتانيا حاليا: ترليون ومائة مليار أوقية
أحلام لغد مشرق
يعلق الموريتانيون آمالا كبيرة على إنتاج وتصدير الغاز العام المقبل، وتمهيدا لذلك انضمت بلادنا لمنتدى الدول المصدرة للغاز في فبراير الماضي، كما وصلت المنصة العائمة إلى حقل "آحميم" في يوليو الماضي.
يقول المستشار المكلف بالتعاون والاتصال بوزارة البترول أحمد فال ولد محمدن في تصريح متلفز لقناة صحراء 24 إن المنصة العائمة هي المكون الرابع والأخير من المشروع ومهمتها معالجة الغاز وتنقيته من الشوائب ، ثم ضخه في محطات التسييل ليبدأ تصديره بعد ذلك.
وأضاف ولد محمدن أن تحديات واجهت هذا المشروع الكبير منذ البداية كـأزمة كوفيد وارتفاع أسعار المواد المتعلقة بالمشروع بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتحديين التكنولوجي والمالي على المستوى الوطني.
وأشار المسؤول إلى أن القطاع يعمل على تكوين مهندسين وفنيين موريتانيين لتسيير أنشطة القطاع، وسيتم استغلال الغاز المنتج بالاتفاق بين البلدين (موريتانيا والسنغال)
أحلام الموريتانيين في محلها بخصوص مستقبل الغاز في بلادنا، ويتوقع المهتمون أن يلغ الطلب العالمي ذروته في سنة 2035 ولكن ماهي العراقيل والتحديات أمام استفادة البلد من هذه العائدات الضخمة؟
عائدات كبيرة ولكن
يجمع خبراء الاقتصاد أن مستقبل موريتانيا سيكون مشرقا من الناحية الاقتصادية بعد تصدير الغاز والحصول على عائداته ولكنهم بالمقابل يتخوفون أن تضيع هذه الثروة الاقتصادية الهامة دون أن يستفيد منها البلد والشعب، كما ضاعت ثروات كبيرة سابقا كالمعادن والأسماك وغيرها بفعل الفساد.
ولتجنب هذه الوضعية يؤكدون أنه يجب على الحكومة أن تستثمر هذه العائدات لصالح البنية التحتية والتنمية الاقتصادية المستدامة والتشغيل وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والماء و الكهرباء والاتصالات..
مستقبل اقتصادي زاهر ينتظر الموريتانيين ..شعب يحلم بالطفرة الاقتصادية.. سلطات عليها عبء التخطيط والتنفيذ بوصفها ربان سفينة التنمية المقبلة للبلاد.