تصاعد التنديد الدولي إزاء ما يحدث بقطاع غزة المحاصر والذي يعاني من حرب هوجاء يشنها الاحتلال الإسرائيلي مع منع دخول المساعدات الغذائية والأدوية مما فاقم الأزمة الإنسانية ويعرض كثير من السكان لاسيما الأطفال لخطر المجاعة والوفاة.
واستنكرت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم الجمعة الأزمة الإنسانية في غزة بسبب نقص الغذاء في القطاع الفلسطيني الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا.
وقالت شينباوم في مؤتمر صحفي «بطبيعة الحال، نحن ندين ما يحدث الآن، والمكسيك تسعى بالأقوال والأفعال لبناء السلام».
كارثة غزة
ودعت باريس ولندن وبرلين في بيان مشترك، اليوم الجمعة، إلى «إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فورا».
وأضاف البيان «ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فورا والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة المجاعة»، مذكرين إسرائيل بأن عليها «احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي».
وحثت الدول الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك «جميع الأطراف على إنهاء النزاع بالتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار»، قبل أن تدعو إلى «الإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين» لدى حماس منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما أكدت الدول الثلاث على ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين، بما في ذلك الوصول إلى الماء والغذاء، دون أي تأخير.
وتحث الدول إسرائيل على «السماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية بالقيام بعملها من أجل اتخاذ إجراءات ضد المجاعة. ويجب على إسرائيل الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي».
ويضيف البيان «إن نزع سلاح حماس أمرٌ ضروري، ويجب ألا يكون لها أي دور في مستقبل غزة».
ويتابع البيان «إن تهديدات الضم والاستيطان وأعمال عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين تقوض آفاق حل الدولتين عن طريق التفاوض».
وتؤكد الدول مجدداً التزامها بالعمل من أجل «خطة للمرحلة المقبلة في غزة» تصاحب انسحاب القوات الإسرائيلية وإقالة قيادة حماس.
خطة سلام
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون جزءا من خطة أوسع لضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو دائم.
وبعد إعلان فرنسا أمس الخميس عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية، أكد ستارمر أنه يعمل مع حلفائه على الخطوات اللازمة لتحقيق السلام في الصراع الدائر في غزة.
ووقع 221 برلمانيا من مجلس العموم البريطاني بيانا مشتركا، مساء اليوم الجمعة، يطالبون رئيس الحكومة الاعتراف بفلسطين.
وقال ستارمر في بيان عقب محادثاته مع زعيمي فرنسا وألمانيا «يجب أن يكون الاعتراف بدولة فلسطينية إحدى هذه الخطوات... لكن يجب أن يكون ذلك جزءا من خطة أوسع تفضي في النهاية إلى حل الدولتين وضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو دائم».
وغرّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خارج السرب الدولي، معتبرا أن قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين لا معنى له.
وقال لصحفيين ردا على إعلان ماكرون بأن فرنسا ستعترف رسميا بدولة فلسطين «إنه رجل جيد، أنا أحبه، لكن هذا التصريح لا وزن له».
إيطاليا: لن نقبل بالمجازر
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني في روما الجمعة «لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة» في قطاع غزة، لكنه رفض في الوقت نفسه الاعتراف بدولة فلسطين في هذه المرحلة، كما تعتزم فرنسا أن تفعل.
وأضاف خلال افتتاح المجلس الوطني لحزبه المحافظ «فورتسا إيطاليا»، «إيطاليا تدعم حل الدولتين ... لكن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يتم في الوقت نفسه الذي يعترفون فيه بدولة إسرائيل»، ما أثار انتقادات المعارضة.
وأضاف «لقد حان الوقت للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار»، مشيرا إلى أن إيطاليا «صديقة لإسرائيل».
انتفاء الإنسانية
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، انتفاء الإنسانية والتعاطف مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني من أزمة إنسانية فحسب بل أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي.
وقال غوتيريش في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية «لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من كثر في المجتمع الدولي... انعدام التعاطف. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية».
وأضاف «هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحديا للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة».
وكانت منظمات إغاثة حذّرت من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل حصاره ومنعت إدخال المساعدات إليه في مارس/آذار في خضم عدوانها على الفلسطينيين.
ومذاك، أصبحت المساعدات التي تدخل القطاع خاضعة لسيطرة «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، لتحل مكان نظام التوزيع الذي كانت تديره الأمم المتحدة.
ورفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة العمل مع هذه المؤسسة متهمة إياها بمواءمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية.