دعا عدد من المنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين من حرب التجويع التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر.
ودعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبوليارك، إلى تحرك عاجل لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدة أن ما يجري تجاوز كل الحدود القانونية والأخلاقية.
وحذّرت من أن المدنيين يُقتلون يوميًا، والأطفال يموتون جوعًا، فيما يعاني موظفو الصليب الأحمر أنفسهم من نقص في الغذاء والمياه.
وشددت على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، والامتثال لاتفاقيات جنيف، ووقف نقل الأسلحة التي تُستخدم في انتهاك القانون الدولي.
كما طالبت بالإفراج عن المحتجزين والسماح بزيارة المعتقلين الفلسطينيين، معتبرة أن «إنقاذ ما يمكن إنقاذه لا يزال ممكنًا، لكنه يتطلب شجاعة سياسية واحترامًا لقوانين الحرب».
نداءات عاجلة
وأطلقت المجموعة الدولية للأزمة تحذيرًا من أن قطاع غزة يواجه خطر الموت الجماعي بسبب المجاعة، في ظل استمرار الحصار وتعثر مفاوضات التهدئة.
وأكد التقرير أن المساعدات التي تدخل القطاع لا تكفي، وأن نظام التوزيع الجديد فشل في الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا.
ودعت المجموعة إلى فتح المعابر فورًا والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية دون قيود، إلى جانب وقف فوري لإطلاق النار لإنقاذ ما تبقى من السكان. وشدد التقرير على أن تأخير التحرك الدولي قد يؤدي إلى كارثة لا رجعة فيها.
وفي وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من خطر المجاعة، تؤكد أرقام المنظمات الأممية أن المجاعة لم تعد تهديدا في غزة، بل أصبحت واقعا قاتلا.
أطفال غزة
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الجمعة، أن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين قصدوا عياداتها للمعاينة الأسبوع الماضي، كانوا يعانون سوء التغذية.
من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم أن حوالى ثلث سكان القطاع «لا يأكلون لأيام»، مشيرا إلى تزايد سوء التغذية بشكل كبير.
وأفاد في بيان ورد وكالة فرانس برس بأن «الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة»، مؤكدا أن «حوالى شخص من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام. سوء التغذية في تزايد حاد حيث أن تسعين ألف امرأة وطفل بحاجة عاجلة إلى العلاج».
وقالت مراسلون بلا حدود في بيان إن «استخدام التجويع كسلاح حرب من جانب السلطات الإسرائيلية في غزة بلغ مستويات غير مسبوقة... المرضى والعاملون في القطاع الصحي أنفسهم يعانون الجوع».
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود «هذه مجاعة متعمدة، تسببت بها السلطات الإسرائيلية في إطار حملة الإبادة الجماعية المستمرة. إن تجويع وقتل وإصابة من يحاولون تلقي المساعدات بشكل يائس أمر غير مقبول».
وأوضحت المتحدثة باسم المنظمة إيفون إيكرت لفرانس برس أن طواقم مراسلون بلا حدود في قطاع غزة سجلوا الأسبوع الماضي «حوالى 600 طفل جديد دون الخامسة في برامج مراكز الغذاء العلاجي المتنقلة».
وإلى الذين يصابون في مراكز مؤسسة غزة الإنسانية، عالجت فرق أطباء بلا حدود عشرات الأشخاص الذين أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي فيما كانوا ينتظرون مرور شاحنات تنقل الطحين.
وفي 20 يوليو/ تموز عالجت فرق أطباء بلا حدود ووزارة الصحة في مستشفى الشيخ رضوان بشمال قطاع غزة 122 شخصا أصيبوا بالرصاص فيما كانوا ينتظرون توزيع الطحين، فيما قضى 46 شخصا قبل وصولهم إلى المستشفى.
واستشهد موظف في المنظمة في الثالث من يوليو/ تموز في حادث مماثل في خان يونس.
المساعدات الإنسانية
قال مسؤول إسرائيلي، اليوم الجمعة، إن عمليات تسليم المساعدات الإنسانية جوا ستستأنف قريبا في قطاع غزة الذي يواجه أزمة إنسانية حادة بعد أكثر من 21 شهرا من الحرب.
وأفاد المصدر القريب من الملف لوكالة «فرانس برس» بأن «عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ستستأنف في الأيام المقبلة، بالتنسيق مع الإمارات والأردن».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول عسكري، قوله إن إسرائيل ستسمح للدول الأجنبية بإنزال المساعدات بالمظلات إلى غزة ابتداء من اليوم الجمعة بحسب وكالة رويترز.