البابا ليو يحث أميركا على عدم محاولة الإطاحة برئيس فنزويلا عسكريا

حث البابا ليو اليوم الثلاثاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على عدم محاولة الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو باستخدام القوة العسكرية.

وقال البابا، وهو أول أميركي يترأس الكنيسة الكاثوليكية، إنه سيكون من الأفضل محاولة الحوار أو فرض ضغوط اقتصادية على فنزويلا إذا أرادت واشنطن السعي إلى التغيير هناك.

وتدرس إدارة ترمب الخيارات المتاحة لمكافحة ما قالت إنه دور يلعبه مادورو في توريد المخدرات التي قتلت أميركيين.

 ونفى الرئيس الفنزويلي الاشتراكي وجود أي صلة له بتجارة المخدرات.

وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي عن تهديدات ترمب بعزل مادورو بالقوة، قال البابا ليو "من الأفضل البحث عن سبل الحوار، أو ربما الضغط، بما في ذلك الضغط الاقتصادي".

وأضاف البابا في تصريحات خلال عودته من زيارة إلى تركيا ولبنان، وهي أول رحلة خارجية له منذ توليه البابوية، أن على واشنطن البحث عن طرق أخرى لتحقيق التغيير "إذا كان هذا ما يريدون فعله في الولايات المتحدة".

وكانت رويترز ذكرت الشهر الماضي أن الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة تشمل محاولة الإطاحة برئيس فنزويلا وأن الجيش الأميركي يستعد لمرحلة جديدة من العمليات بعد حشد عسكري ضخم في منطقة البحر الكاريبي وضربات منذ ثلاثة أشهر على قوارب يشتبه بأنها لتهريب المخدرات قبالة سواحل فنزويلا.

مهلة للجمعة

قالت أربعة مصادر مطلعة إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفض سلسلة من الطلبات من نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال مكالمة هاتفية قصيرة الشهر الماضي، وهو ما أدى إلى تضاؤل الخيارات المتاحة أمام الزعيم الفنزويلي للتنحي ومغادرة بلاده عبر ممر آمن تضمنه الولايات المتحدة.

جاءت المكالمة الهاتفية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أشهر من تكثيف الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا بأشكال عدة منها توجيه ضربات أميركية على قوارب قيل إنها تهرب مخدرات في البحر الكاريبي وتهديدات ترمب المتكررة بتوسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل البر وتصنيف جماعة دي لوس سوليس، والتي تقول إدارة ترمب إنها تضم مادورو، منظمة إرهابية أجنبية.

وينفى مادورو والحكومة الفنزويلية جميع هذه الاتهامات ويقولان إن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام للسيطرة على الموارد الطبيعية الهائلة لفنزويلا، ومنها النفط.

وقال ثلاثة من المصادر إن مادورو أبلغ ترمب خلال المكالمة بأنه على استعداد لمغادرة فنزويلا شريطة أن يحصل هو وأفراد أسرته على عفو كامل، بما في ذلك رفع جميع العقوبات الأميركية وإنهاء قضية رئيسية يواجهها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

نهاية الرحلة

أنهى بابا الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر زيارته التاريخية للبنان، والتي استمرت ثلاثة أيام، من مطار رفيق الحريري الدولي، حيث أقيمت له مراسم وداع رسمية، في مبنى كبار الزوار، في حضور الرئيس جوزيف عون و رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام، فضلا عن ووزراء ونواب وقادة عسكريين وروحيين.

وانتُخب ليو المنحدر من شيكاغو بابا للفاتيكان في مايو/ أيار الماضي، وله دراية بأميركا اللاتينية لأنه أمضى سنوات طويلة في مناصب دينية ببيرو.

وفي خلال الوداع، القى الرئيس عون كلمة قال فيها: «صاحبَ القداسة البابا لاوون الرابع عشر، نلتقي في ختام زيارةٍ ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه.. فخلال الأيام الماضية، حملتم إلى لبنان كلمات رجاء وأمل، وجلتم بين مناطقه، والتقيتم بشعبه الذي استقبلكم بكافة طوائفه وإنتماءاته بمحبةٍ كبيرة تعكس توقه الدائم للسلام والاستقرار».
وأضاف عون: «صاحبَ القداسة.. لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة، ومؤكّدين أن هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير برسالته، ما زال يشكّل نموذجًا للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق".