هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، بأن أي دولة تتاجر بالمخدرات في الولايات المتحدة معرضة للهجوم من جانب قوات بلاده.
وقال ترمب: «أريد القضاء علي قوارب تهريب المخدرات وإذا اضطررنا فسوف نهاجم برا كما نهاجم من البحر».
ومن جانبها، أعلنت الرئاسة البرازيلية أن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأميركي دونالد ترمب اتفقا خلال اتصال هاتفي الثلاثاء على تعزيز التعاون في مكافحة الجريمة المنظّمة.
وأفادت برازيليا، في بيان، بأن لولا "أكد على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة الدولية"، فيما أعرب ترمب عن "استعداد كامل للعمل مع البرازيل" في مواجهة هذه التنظيمات.
بدأ لولا هذه المحادثة التي استمرت "أربعين دقيقة" بين رئيسي أكبر اقتصادين في الأميركتين، وسط توترات إقليمية بسبب الغارات الجوية الأميركية ضد جهات تشتبه واشنطن بضلوعهم في تجارة المخدرات قرب الساحل الفنزويلي.
غارات جوية
وشنت الولايات المتحدة غارات جوية على أكثر من 20 مركبا في المحيطين الكاريبي والهادئ منذ أوائل أيلول/سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل، من دون تقديم واشنطن أي دليل على ادعاءاتها باستخدام هذه السفن في تهريب المخدرات.
وأعلنت الرئاسة البرازيلية أن لولا ناقش مع دونالد ترمب الثلاثاء "العمليات التي نُفذت في البرازيل بهدف شل الجريمة المنظمة ماليا، وتحديد الشبكات التي تعمل من الخارج".
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث اليوم الثلاثاء إن ضربات الولايات المتحدة لزوارق تشتبه واشنطن بأنها تُستخدم لتهريب المخدرات "ما زالت في بداياتها"، وذلك في خضم تصاعد مواقف مندّدة بها تعتبرها عمليات قتل خارج نطاق القانون.
وقال هيغسيث، خلال اجتماع للإدارة الأميركية: "ما زالت في بداياتها ضربات الزوارق المستخدمة لتهريب المخدرات وإغراق الإرهابيين في قاع المحيط، بسبب تسميمهم للشعب الأميركي".
وتُوجّه انتقادات حادة لهيغسيث وإدارة الرئيس ترمب، خصوصا بعد شن القوات الأميركية ضربة على حطام سفينة كانت قد استُهدفت بالفعل، ما أسفر عن مقتل شخصين تفيد تقارير بأنهما كانا قد نجيا من الضربة الأولى.
وقال هيغسيث: "لقد توقفنا لبرهة لأنه من الصعب العثور على زوارق لضربها حاليا، وهذا هو الهدف بالأساس، أليس كذلك؟"، مشددا على "أهمية الردع".
قانونية الضربات
في وقت سابق الثلاثاء، شدّدت المتحدثة باسم البنتاغون كينغسلي ويلسون على قانونية الضربات.
وقالت في مؤتمر صافي إن العمليات "قانونية بموجب القانون الأميركي والدولي، والأفعال كلها متوافقة مع قانون النزاع المسلّح".
ومنذ آب/أغسطس، عززت إدارة ترمب الوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبي وقبالة سواحل أميركا اللاتينية، بداعي مكافحة المخدرات، مع اتهامها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتزّعم كارتل للتهريب.
وتنفي كراكاس ذلك، وتتهم واشنطن بالسعي الى تغيير النظام في فنزويلا والسيطرة على احتياطاتها النفطية.
دعوة البابا
إزاء التصعيد، دعا البابا ليو الرابع عشر اليوم الثلاثاء إلى الحوار بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
وقال بابا الفاتيكان المولود في الولايات المتحدة للصحفيين على متن الطائرة البابوية التي تقله من بيروت إلى روما "أجدد اعتقادي بأنه من الأفضل السعي إلى سبل للحوار، وربما ممارسة ضغوط، حتى ضغوط اقتصادية، لكن مع البحث عن طريقة أخرى لإحداث التغيير، إذا كان ذلك ما تقرره الولايات المتحدة".
