روسيا تطالب الولايات المتحدة بالتزام الصمت خلال مفاوضات أوكرانيا

شدد الكرملين، اليوم الأربعاء، على ضرورة التزام الجانب الأميركي بمبدأ «الصمت» خلال المفاوضات الجارية لتسوية الصراع في أوكرانيا، وذلك في إطار جهود واشنطن للتوصل إلى حل سلمي.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن موسكو تأمل أن يلتزم الجانب الأميركي بمبدأ التكتم في إطار مفاوضات التسوية.

وأشار الكرملين إلى أنه «كلما كانت المفاوضات بشأن التسوية الأوكرانية أكثر تكتماً، كلما كانت أكثر إنتاجية». 

وأضاف أن موسكو مستعدة للقاء إدارة ترمب طالما كان ذلك ضرورياً لحل الوضع في أوكرانيا.

مفاوضات أوكرانيا

وانتقد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، الموقف الأوروبي، قائلا «بينما تتفاوض روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الصراع، تدفع أوروبا بقوة نحو الحرب حتى آخر أوكراني».

وجاءت التصريحات الروسية، بعد أن ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، صباح اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تتشاور بما فيه الكفاية مع حلفائها الأوروبيين بشأن أوكرانيا، واعتباره أن أفضل وسيلة للضغط على روسيا هي ضمان استمرار تدفق الأسلحة لكييف وفرض عقوبات اقتصادية.

ويعقد وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي اجتماعا في بروكسل، لبحث تطورات الحرب في أوكرانيا ومسار مفاوضات السلام التي تقودها الولايات المتحدة مع موسكو، وتعزيز الردع في مواجهة الهجمات الروسية والتهديدات الهجينة التي تستهدف الدول الشرقية للناتو.

وكان الكرملين الروسي قد أعلن مساء الثلاثاء أنه «لم يتم التوصل إلى تسوية» بشأن الأراضي المحتلة في أوكرانيا، بعد محادثات استمرت لساعات بين الرئيس فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي عرض على الرئيس الروسي خطة واشنطن لإنهاء قرابة أربع سنوات من الحرب.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف ردا على سؤال أحد الصحفيين بشأن الأراضي الأوكرانية المحتلة «حتى الآن لم نتوصل إلى تسوية لكن من الممكن مناقشة بعض المقترحات الأميركية».

وأوضح أن «المحادثات كانت مفيدة وبناءة للغاية» لكن «لا يزال هناك الكثير من العمل» للتوصل إلى اتفاق.

«بعض التقدم»

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مقابلة بثت الثلاثاء إنه تم إحراز «بعض التقدم» في المحادثات مع روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا.

وتجري هذه المباحثات فيما تواصل القوات الروسية ضغطها على أوكرانيا.

وأظهر تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب الذي يعمل مع «مشروع التهديدات الحرجة» أن الجيش الروسي حقق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام.

ففي شهر واحد، سيطرت روسيا على 701 كيلومتر مربعة في أوكرانيا، وهو ثاني أكبر تقدم لها بعد التقدم الذي أحرزته في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2024 والبالغ 725 كيلومترا مربعة، وذلك باستثناء الأشهر الأولى من الحرب في ربيع 2022.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم الأربعاء، إنه تم إسقاط 251 مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية

والإثنين، أعلنت روسيا سيطرتها على مدينة بوكروفسك في الشرق والتي تُعدّ خط إمداد للقوات الأوكرانية. وفي المقابل قالت كييف إن القتال ما زال متواصلا داخل المدينة وأن القوات الروسية أُجبرت على التراجع بعد رفع علمها فيها.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أطلقت روسيا عددا من الصواريخ والمسيّرات في هجماتها الليلية أكثر مما أطلقت في الشهر الذي قبله. ووصل عدد المقذوفات إلى 5600 مسيّرة وصاروخ، أي ما يشكّل زيادة نسبتها 2%.

أما على الساحة الداخلية، فيواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي فضيحة فساد لطخت سمعة الحكومة وأطاحت كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الذي اضطر للاستقالة.