ألقى تقرير في موقع أكسيوس الأميركي الضوء على أسلوب رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الذي اعتبره قد غيّر مسار النقاش حول العنصرية في أميركا.
وتطرق التقرير إلى إشادة حكومة ترمب بالتصريحات التي وصف خلالها المهاجرين الصوماليين بـ«الحثالة» الذين لا يُسهمون بشيء. وأدان دون أي ندم مجتمعًا بأكمله، دون خوف من رد فعل سياسي.
خطاب عنصري
وذكر التقرير أن الحواجز التي كانت تُقيّد الخطاب العنصري أو المُعادي للأجانب أو المُهين للإنسانية من اليمين الأميركي أختفت بشكل كبير، معتبرة أن «ما كان في السابق مُحرّمًا - أو حكرًا على المُتصيدين على الإنترنت - أصبح الآن جزءًا لا يتجزأ من الخطاب السياسي الوطني».
قبل ظهور ترمب على الساحة عام 2015، كان من الشائع في السياسة الأميركية الحديثة أن يُواجه المسؤولون المنتخبون أو المُعيّنون عواقبَ الإدلاء بتعليقات عنصرية أو مُتعصبة.
وفي عام 1976، أُجبر وزير الزراعة إيرل بوتز على الاستقالة بعد أن روى نكتة عنصرية عن الأميركيين السود على متن رحلة عائدة من مؤتمر الحزب الجمهوري.
وفي عام 2002، ضُغط على زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ترينت لوت، للاستقالة بعد إشادته بمشروع قانون ستروم ثورموند لعام 1948.
حصانة ترمب
وحتى خلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض النائب ستيف كينغ (جمهوري من ولاية أيوا) للانتقاد والعزل من اللجان لتساؤله عن سبب اعتبار مصطلحات مثل «القومي الأبيض» و«المتعصب الأبيض» مسيئة.
بحسب تقرير أكسيوس، فإن ترمب نفسه ظل منيعًا إلى حد كبير أمام هذه المعايير، حيث خفت حدة الغضب الشعبي من لغته اللاذعة عامًا بعد عام.
وانطلق ترمب نحو الشهرة السياسية من خلال الترويج لنظرية المؤامرة العنصرية القائلة بأن الرئيس أوباما لم يولد في الولايات المتحدة - وهي نظرية أحياها في عام 2024 ضد منافسيه من ذوي البشرة الملونة.
وأطلقت عبارته في مستهل حملته عام 2016، حين زعم أن المكسيك ترسل «المغتصبين» إلى الولايات المتحدة، موجة غضب وطني استمرت أسابيع، وكذلك الأمر في 2018 بعد تسريب شكواه بشأن الهجرة من «دول حثالة».
وترصد الصحيفة ما جاءت به حملة انتخابات 2024، التي وسّعت بشكل غير مسبوق حدود الخطاب المقبول حول العرق والهوية.
التخلي عن التخفظ
تخلّى ترمب عن أي قدر من التحفظ، معلنًا أن المهاجرين غير النظاميين «يسممون دم بلدنا» (في ترديد لخطاب نازي) ومروجا ادعاءات كاذبة بأن مهاجرين هايتيين في أوهايو يأكلون الحيوانات الأليفة. وفق ما جاء في تقرير أكسيوس.
وتحرك المحافظون على وقع رد الفعل ضد حركة العدالة العرقية في 2020، وسياسات إدارة بايدن الخاصة بالهجرة، وما يرونه رقابة من اليسار على الخطاب السياسي.
وتعاملت حركة ماغا المؤيدة لترمب مع فوزه في انتخابات 2024 على أنه تفويض ثقافي واسع، وأصبحت أكثر صراحة في طرح الدفاع عن الحضارة الغربية، والحفاظ على الهوية البيضاء المسيحية كأهداف مركزية.
وبعد نحو عام على ولاية ترمب الثانية، باتت لغة كانت تستدعي سابقًا النفي أو التوضيح أو الاستقالة تتداول اليوم بحرية على الإنترنت وفي أعلى مستويات الحكومة.
وتنقل الصحيفة لردّ أعضاء جمهوريين في الكونغرس على فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك بنشر صور هجمات 11 سبتمبر والمطالبة بسحب جنسيته وترحيله، وهو ديمقراطي مولود في أوغندا.
وباتت حسابات وزارة الأمن الداخلي والبيت الأبيض على وسائل التواصل الاجتماعي تتندر على المهاجرين المقرر ترحيلهم مستخدمة صور استهزائية عبر قنوات رسمية.
لهجة حادة
وفي منشور عيد الشكر على منصة «تروث سوشيال»، زعم ترمب أن معظم المقيمين الأجانب البالغ عددهم 53 مليونًا في الولايات المتحدة يتلقون مساعدات اجتماعية، أو قدموا من دول فاشلة، أو من السجون أو المصحات العقلية أو العصابات أو كارتلات المخدرات.
وهاجم الأميركيين الذين كانوا يتصرفون بصواب سياسي في ملف الهجرة، ووصف حاكم مينيسوتا تيم وولز بأنه «متخلف»، وسخر من النائبة إلهان عمر بوصفها «دائمًا ملفوفة بحجابها».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون لموقع أكسيوس «ليس عنصريا أن ترغب بحدود آمنة وأن تعمل على ترحيل المهاجرين غير القانونيين الذين يقوضون سيادتنا ويدمرون بلدنا».
ويقول مدافعون عن المهاجرين والحقوق المدنية إن خطاب الرئيس التحريضي حول العرق قد تجسد في سياسات تمنح الأفضلية للبيض.
وبعد خفض سقف قبول اللاجئين في الولايات المتحدة إلى 7500، وهو أدنى مستوى تاريخي، أعلنت إدارة ترمب أنها ستعطي الأولوية للبيض من جنوب أفريقيا في معظم التأشيرات المتاحة.
كما قلّصت الإدارة ركائز أساسية في منظومة حماية الحقوق المدنية والبنية التحتية للمساواة العرقية، من خلال محو البيانات العامة، وخفض تمويل الأبحاث، وإعادة صياغة التاريخ الأميركي الأسود.
