روسيا تعلن السيطرة على مدينة سيفيرسك.. وأوكرانيا تنفي

أعلنت روسيا، اليوم الخميس، السيطرة على مدينة سيفيرسك في شرق أوكرانيا، أحد آخر الجيوب في هذه الجبهة والذي يحول دون اقتراب القوات الروسية من مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين، وهو ما نفته كييف.

وقال رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف للرئيس فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة «تم تحرير مدينة سيفيرسك». وشكر بوتين الجنود.

لكن قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الأوكراني نفت سقوط سيفيرسك بيد الروس، وقالت إنها «ما زالت تحت سيطرة القوات المسلّحة الأوكرانية».

وجاء في منشور للقيادة على فيسبوك أن «العدو يحاول التسلّل إلى سيفيرسك بمجموعات صغيرة، مستغلا رداءة الظروف المناخية، لكن غالبية هذه الوحدات يتم القضاء عليها لدى اقترابها».
وتقع سيفيرسك على بُعد حوالى 30 كيلومترا شرق كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما آخر مدينتين رئيسيتين لا تزالان تحت السيطرة الأوكرانية في دونباس، المنطقة الصناعية والتعدينية التي تسعى القوات الروسية إلى احتلالها.

وكانت المدينة تضم نحو 11 ألف نسمة قبل الحرب، وهي مدمرة بشكل كبير حاليا.

واقتربت القوات الروسية من سيفيرسك من 3 جهات بدءا من سبتمبر/ أيلول الفائت، قبل أن تخترق الدفاعات الأوكرانية المحلية بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر،  بحسب محللين عسكريين. 

وكان موقع «ديب ستايت» لرسم الخرائط العسكرية المقرب من الجيش الأوكراني افاد الاثنين بأن المدينة تسقط تدريجا في يدي العدو. 

وحدد الموقع الخميس نصف سيفيرسك تحت السيطرة الروسية، واضعا النصف الآخر في منطقة رمادية متنازع عليها بين الجيشين.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت روسيا سيطرتها على عدة مواقع رئيسية على الجبهة، بينها مركز بوكروفسك اللوجستي في منطقة دونيتسك (شرقا) وبلدتا كوبيانسك وفوفشانسك في منطقة خاركيف (شمال شرق). 

وتخوض القوات الروسية حاليا معارك للسيطرة على مدينة ميرنوغراد القريبة من بوكروفسك، ومنطقة كوستيانتينيفكا، وموقع هوليايبولي الاستراتيجي جنوبا.

وأكد بوتين الخميس أنه «يلاحظ تقدما جيدا على جميع الجبهات للجيش الروسي في أوكرانيا. وقال «تحرير الأراضي... يسير تدريجا وبثبات». 

وحقق الجيش الروسي في نوفمبر/ تشرين الثاني أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب في واشنطن.

وفي غضون ذلك، تتفاوض أوكرانيا وروسيا بشكل منفصل مع الولايات المتحدة بشأن الخطة الأميركية لإنهاء الحرب والتي طرحتها واشنطن قبل أكثر من ثلاثة أسابيع. 

نسخة معدلة من اتفاق السلام

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إن كييف قدَّمت للولايات المتحدة نسخة محدثة من خطة السلام، مشيرًا إلى أن الوثيقة تضم 20 بندًا، وأن إطار السلام يشمل ضمانات أمنية واتفاقًا لإعادة إعمار أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي في تصريح للصحفيين أن الولايات المتحدة ناقشت فكرة إنشاء «منطقة اقتصادية حرة» في أجزاء من شرق أوكرانيا ستنسحب منها قوات كييف، مؤكدًا أن أي تنازلات عن أراضٍ ستُطرح في استفتاء شعبي.

وأعلن زيلينسكي أن الولايات المتحدة تضغط لإنشاء «منطقة اقتصادية حرة» خالية من السلاح بين القوات الروسية والأوكرانية في شرق أوكرانيا، في إطار الخطة الجاري بحثها لوقف الحرب.

وقال زيلينسكي لصحافيين، وبينهم صحافي وكالة فرانس برس في كييف، إن «هم يرون القوات الأوكرانية تغادر أراضي منطقة دونيتسك، والتسوية المفترضة تقضي بعدم دخول القوات الروسية كذلك هذه الأراضي… التي يطلقون عليها منذ الآن تسمية +المنطقة الاقتصادية الحرة+».

وأضاف أن «لن يُطلب من روسيا الانسحاب من منطقة دونيتسك أو من مواقعها في خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، لكنها ستسحب قواتها من مناطق خاركيف ودنيبروبتروفسك وسومي».