قال الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد نضال زهوي إن جميع الضربات الإسرائيلية التي نفذت اليوم في جنوب لبنان كانت على مناطق مكشوفة، مشيرا إلى أن الترويج الإسرائيلي إلى استهداف أماكن تدريب تابعة لحزب الله مبالغ فيه.
مزاعم إسرائيلية
وأضاف زهوي في حديثه عبر شاشة الغد أن إسرائيل من خلال هذه الضربات توجه رسائل إلى الداخل الإسرائيلي للترويج لقدرتها العسكرية ولإظهار أن الجيش له اليد الطولى، وأن الهدف هو دفع لبنان نحو الاستسلام، والتفاوض مع تل أبيب بينما تستمر المفاوضات تحت النار.
وأشار إلى أن التوزيع الجغرافي للاستهدافات يقتصر على مناطق خارج جنوب الليطاني، الذي أصبح خاليا من سلاح حزب الله وفقاً للتقارير المحلية والدولية، موضحاً أن إسرائيل تريد إرسال رسالة بأن الضربات قد تطال شمال الليطاني أيضا، وربما تتوسع أكثر حسب ما تراه مناسبا.
وأضاف أن معظم المناطق المستهدفة اليوم لا توجد فيها أي معلومات استخبارية، بينما تمارس إسرائيل هذه العمليات العسكرية بشكل محدود لتجنب رد فعل قوي من الحزب.
وأوضح العميد زهوي أن أي استهداف حقيقي لمجمع تدريبي يضم متدربين ومدربين سيؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، مؤكدا أن إسرائيل تحاول إيجاد مبرر للعمل العسكري في لبنان من خلال مثل هذه التصريحات.
وختم زهوي بأن جميع الضربات كانت في مناطق مفتوحة، وأن إسرائيل تسعى عبرها لفرض أمر واقع، مستغلة قدراتها العسكرية في لبنان دون التفاوض على انسحاب أو وقف الاعتداءات، بل على ملفات أخرى.
غارات جوية
وشنّت إسرائيل سلسلة غارات جوية على جنوب لبنان وشرقه صباح الجمعة، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مواقع تابعة لحزب الله، بينها معسكر تدريب.
ورغم وقف إطلاق النار المُبرم بين لبنان وإسرائيل منذ نوفمبر 2024، تواصل إسرائيل تنفيذ هجمات منتظمة تقول إنها تستهدف البنية التحتية لحزب الله، متهمة إياه بإعادة التسلّح.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن غارات عنيفة استهدفت مواقع عدة جنوبا وشرقا، يقع بعضها على بُعد نحو 30 كيلومترا من الحدود.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه استهدف مجمع تدريب وتأهيل تابعا لقوة الرضوان (قوة النخبة) في حزب الله، زاعما أن عناصر من التنظيم كانوا يتلقون تدريبات على استخدام أنواع مختلفة من السلاح وذلك بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية".
وأضاف أنه استهدف أيضا بنى تحتية عسكرية إضافية لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان.
وكانت إسرائيل قد قصفت بعض المواقع نفسها مطلع الأسبوع.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على وقف الأعمال القتالية وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني في الجنوب اللبناني، وصولا إلى نزع سلاحه في كل لبنان، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي تقدّم اليها خلال الحرب الأخيرة. إلا أن إسرائيل تبقي على خمسة مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، بينما يرفض حزب الله نزع سلاحه، مشيرا إلى أن الاتفاق يلحظ فقط منطقة جنوب الليطاني الحدودية.
