حماس: غزة تواجه كارثة إنسانية متفاقمة مع تعمّق المنخفض الجوي

أكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن قطاع غزة يعيش امتدادا حقيقيا لحرب الإبادة الجماعية عبر تشديد الحصار ومنع الإعمار الحقيقي الذي يقي أهالي القطاع من أجواء المنخفض الجوي.

وأشار قاسم اليوم الخميس، إلى أن القطاع يعيش كارثة حقيقية مع المنخفض الجوي وغرق كل مراكز الإيواء بفعل الأمطار التي أدت إلى وفاة طفلة إثر انخفاض درجات الحرارة.

ودعا الناطق باسم حركة حماس الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط الحقيقي على الاحتلال لبدء عملية إعمار قطاع غزة.

كما دعا قاسم الدول العربية الإسلامية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحرك جاد وفعلي لإنقاذ قطاع غزة من هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه بفعل التدمير وتوالي المنخفضات الجوية، منوهاً أن هذه مسؤولية تقع على الجميع.

وتتواصل الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، اليوم الخميس، مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي تتسبب في وفاة وإصابة العشرات من الفلسطينيين، وسط تزايد معاناة النازحين في خيام متهالكة، في ظل القيود المفروضة من الاحتلال على دخول المساعدات الإنسانية، وتصريحات أميركية بإدخال 600 شاحنة مساعدات لم تترجم بعد على الأرض.

وأفاد مراسل الغد باستشهاد فلسطيني جرّاء انهيار جدار بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بفعل الأمطار الغزيرة.

وقال المراسل إن عددًا كبيرًا من خيام النازحين غرقت، فضلًا عن غلق طرقات رئيسية جراء مياه الأمطار في مواصي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة.

بدوره، حذر الدفاع المدني من تعمّق المنخفض الجوي اليوم الخميس، حيث تهطل الأمطار وتشمل مختلف المناطق، وأعلن أن أكثر من 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح تواجه البرد وسيول الأمطار بخيام مهترئة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنّ التصريحات التي أدلى بها السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز بشأن دخول 600 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة تُعدّ مضللة ومخالفة للوقائع الموثقة. 

وأضاف المكتب إنه منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل 62 يوماً، لم يدخل قطاع غزة سوى 14534 شاحنة من أصل 37200 شاحنة كان يفترض دخولها وفق الاتفاق، وهو ما يعني أن المتوسط اليومي الفعلي لا يتجاوز 234 شاحنة فقط، بنسبة التزام لا تتعدى 39%.

وأوضح المكتب أن هذه الأرقام تؤكد أن الاحتلال لا يكتفي بتقليص الكميات بشكل جسيم، بل يعتمد سياسة خنق اقتصادي ممنهج تهدف إلى إبقاء قطاع غزة عند حافة المجاعة. وألقى المكتب الضوء على تعمد قوات الجيش الإسرائيلي التضييق على سكان غزة.

كما اعتبر أن الاحتلال لا يكتفي بخفض أعداد الشاحنات، بل يتحكم بشكل كامل في طبيعة البضائع، حيث يسمح بإدخال سلع منخفضة القيمة الغذائية، ويمنع عشرات الأصناف الحيوية، بما فيها المواد الغذائية الأساسية، والمستلزمات الطبية، وقطع الغيار، ومواد الطوارئ، دون أي مبرر قانوني أو إنساني.

من جانبها، قالت حركة حماس إنه «في ظلّ مماطلة الاحتلال الصهيوني المجرم وتنصّله من التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وخصوصاً ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني وتعطيل إدخال مواد الإيواء الأساسية؛ تتفاقم المعاناة الإنسانية لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء واشتداد المنخفضات الجوية والعواصف التي تضرب مراكز الإيواء والخيام المهترئة». 

وقالت حماس في بيان -«يتحمل العدو المجرم كامل المسؤولية عن الظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا في غزة، نتيجة منعه إدخال مواد الإيواء، وتعمده مفاقمة معاناة مئات آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء وعجز الخيام عن الصمود أمام البرد والعواصف». 

ودعت حماس الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، إلى التحرك العاجل والضغط المباشر على حكومة الاحتلال لإدخال جميع مواد الإيواء اللازمة دون قيود، وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، وفقاً لما نصّ عليه الاتفاق، وبما يضمن الكرامة الإنسانية للمتضررين. 

كما طالبت حماس الدول العربية والإسلامية وكافة الدول والشعوب حول العالم بضرورة تكثيف الحراك والتضامن مع شعبنا، والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته المتواصلة، وإلزامه بموجبات البروتوكول الإنساني، لتمكين شعبنا من التعافي والبدء في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال. ‏

حصيلة العدوان الإسرائيلي

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 4 شهداء و10 إصابات نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأوضحت الوزارة في بيانها، اليوم الخميس، أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة. 

وأشارت الوزارة إلى أنه منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول 2025، ارتفع إجمالي عدد الشهداء إلى 383 شهيدا، فيما بلغ عدد الإصابات 1002، إضافة إلى انتشال 627 من تحت الأنقاض في مختلف مناطق القطاع.

وأكدت وزارة الصحة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصلت إلى 70373 شهيدا و171079 إصابة. وتتوالى الانتقادات مع نداءات الاستغاثة في غزة جراء استمرار الاحتلال في تعطيل دخول المواد الغذائية ومستلزمات الإيواء إلى القطاع المحاصر، رغم غرق الشوارع وخيام النازحين بسبب منخفض جوي عنيف.

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل خرق الاتفاق. هدنة طويلة والأربعاء، اقترح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل في مقابلة تلفزيونية عدم استخدام السلاح مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل. 

وقال «فكرة نزع السلاح كليا فكرة مرفوضة بالنسبة للمقاومة، وتطرح فكرة تجميده أو الاحتفاظ به، أو بمعنى آخر المقاومة الفلسطينية تطرح مقاربات تحقق الضمانات لعدم وجود تصعيد عسكري من غزة مع الاحتلال الإسرائيلي». 

وشهدت المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح 47 محتجزا من أصل 48، بينهم 20 أحياء. 

كما أفرجت إسرائيل عن عدة مئات من المعتقلين الفلسطينيين في سجونها. وتنصّ المرحلة الثانية على انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة وتولّي سلطة انتقالية الحكم في القطاع مع انتشار قوّة استقرار دولية. وينبغي وفق الخطة أن تبدأ المرحلة التالية بعد إعادة جميع المحتجزين الأحياء ورفات جثث الأموات.